الجزيرة - عبدالله الفهيد:
وصل الرحالة السعودي ناصر القحطاني للرياض بعد أن قطع سيراً على الأقدام 1300 كيلو متر، في رحلة استغرقت 23 يوماً وضع لها شعار «لا تترك أثراً» بهدف المحافظ على البيئة والحرص على عدم تلويثها.وكان في استقباله مدير عام متحف قصر المصمك ناصر العريفي وعدد من منسوبي المتحف، حيث رافقه في جولة على قاعات المتحف. يقول الرحالة القحطاني بأن رحلته بدأت من مدينة جدة والتي مشى منها ثمانية أيام حتى وصل لمنطقة المدينة المنورة في فترتين صباحية ومسائية، بمعدل 50 كيلو متر يومياً، تلتها المرحلة الثانية من الرحلة والتي بدأت من المدينة المنورة وحتى منطقة القصيم، والمرحلة الأخيرة التي انطلقت من القصيم إلى مدينة الرياض، وتحديداً قصر المصمك، في قلب العاصمة التاريخي. ولفت إلى المناطق السياحية والتراثية والتاريخية الجميلة التي مر بها خلال رحلته، وماتحتويه المملكة من أماكن سياحية وتاريخية جميلة تستحق الزيارة من المواطنين. مؤكداً أن الأمن والاستقرار الذي تعيشه المملكة هو ما حثه على القيام بهذه الرحلة، إذ أنه لا يحمل في جيبه أي سلاح للدفاع عن نفسه، استشعارا بالأمن الذي نرفل به. وعن المواقف التي عاشها أثناء رحلته قال الرحالة ناصر القحطاني إن الكرم الذي عشته والتقدير شدني كثيراً خصوصاً من بعض العمالة الوافدة فأحدهم وهو سائق شاحنة توقف أثناء مسيري، وطلب مني أن أصعد معه لإيصالي فأخبرته بأني أقوم برحلة سيراً على الأقدام فترجل من شاحنته وعانقني وأعطاني طعاماً كان معه، بالإضافة إلى مبلغ 100 ريال أقسم أنه لايملك غيرها، داعيا إلى أخذها.
ولفت إلى أن الكثير من الشباب السعودي الذين يسافرون على الطرق البرية البعض منهم يتوقفون ويطلبون توصيلي والبعض تحدث أنه يتابع رحلتي أولا بأول والغالب يطلبون التصوير معي ويعتبرون قدوة، خصوصاً مع الرسالة السامية التي أحملها. وعن التجهيزات التي يحتاجها تحدث القحطاني أنها تكمن في الطعام والخيام وبعض الملابس والتنسيق الأمني خاصة أن الكثير من المناطق التي مررت بها كانت ترافقني دوريات من أمن الطرق، في وقت أن رحلتي من جدة وحتى المدينة استضافني العديد من الناس الذين كنت أسير بالقرب من قراهم، أما مابين المدينة وحتى القصيم قضينا أوقات الراحة في خيام نصبناها، أما المرحلة الثالثة مابين القصيم والرياض فتنوعت استراحتنا مابين المساجد على الطريق أو محطات الوقود، لافتاً إلى حرصه أن تكون نهاية كل مسيرة بالقرب من محطات الوقود لتوفر لنا المبيت والمؤن التي نحتاجها. وشكر الرحالة القحطاني الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني على التسهيلات والجهود التي قدمتها، خاصة مع الاستقبال الذي أقيم لنا فور وصولنا، مع ترتيب لقاءات مع أمراء المناطق التي مررت بها كأمارة منطقة القصيم، وإمارة المدينة المنورة، بالإضافة إلى ماقدمته الهيئة من تطوير للمناطق السياحة والإيواء وغيره فقد زرت قصر المصمك منذ أربعين عاما ولم يكن كما هو الآن منارة ومنبر للتاريخ. وعن الرحلات المستقبلية التي ينوي القيام بها قال إن الرحلة المقبلة والتي ستبدأ في يوم 15-3-1438هـ، ستكون جولة في عواصم دول مجلس التعاون الخليجية، وسيكون شعارها «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا»، داعياً الله بأن يستمر الوفاق والوئام بين دول الخليج جميعها في ظل التحديات التي تعيشها المنطقة والعالم.