د. مها فتيحي افتتحت مساء أمس معرض «جماعة المدينة المنورة للفنون التشكيلية» في جدة ">
حاليا وعلى مدى عشرة أيام تستضيف صالة أتيليه جدة للفنون الجميلة برعاية الدكتورة مها فتيحي معرض جماعة فناني المدينة المنورة في محطته الثانية لجولة الجماعة الخامسة والعشرين بعد محطة المدينة المنورة ضمن جولة قد تتعدى المحلية إلى الخليج ودول عربية، والتي دابت الجماعة على ان تمثل جماعات الفن التشكيلي محليا وعربيا باعتبارها أقدم جماعة تشكيلية في المملكة حيث انطلقت أولى خطواتها على أيدي مؤسسيها الثلاثة، وهم: د. فؤاد مغربل ود. صالح خطاب، ومحمد سيام يرحمه الله، وذلك بدءا من عام 1401هـ استمر تحركها مضيفة في كل جولة أسماء جديدة منهم الفانون: نبيل نجدي ومنصوركردي يرحمه الله ومريم مشيخ وفريد سلامة وإبراهيم عبده.
إلى أن جاء عقد معارضها الحالية بمشاركة الفنانين: د. فؤاد مغربل ود. صالح خطاب، ومريم مشيخ، ونبيل نجدي، ومنصور الشريف، وسامي البار، وعمار سعيد، ومحمد مظهر وأحمد البار وأحمد الأحمدي وفاطمة رجب، وينضم للجماعة لأول مرة ثلاثة فنانين شباب، هم: عادل حسينون ورجا الله الذبياني وأيمن حافظ. وغيب الموت اثنين من ألمع نجوم الجماعة، وهم: محمد سيام ومنصور كردي يرحمهما الله.
وعن المعرض، قال الدكتور فؤاد مغربل رئيس الجماعة: إن أعمالهم التي ستعرض هذا العام فيها توظيف التراث الأصيل في المدينة المنورة بشكل معاصر, ومن هذه الأعمال عناصر العمارة التقليدية وقطع الحلي والملابس القديمة وأدوات الزراعة وأدوات صنع القهوة والصناعات والحرف الشعبية التقليدية، وبأسلوب فني معاصر والمدارس الفنية التجريدية والتكعيبية والسريالية والواقعية والتجريب والتشكيلي.
وسيرى الزائر للمعرض التشكيلي تنوعا بارزا للمدارس التشكيلية والأساليب الفنية التي طرقها الفنانون المشاركون في أعمالهم بين السريالية والتكعيبية والتأثيرية والتجريدية والطبيعية، ومنها ما ظهر فيها التراث الشعبي للمدينة واضحا كأعمال مريم مشيخ التي حاولت أن تلقي الضوء على المرأة في لباس عرسها الشعبي مرتدية كامل حليها ووسط أبخرة العود وروائح العطور وفي لوحة أخرى لفؤاد مغربل يرى فيها الزائر رقصة شعبية لرجال المدينة لكنها بدت ملامحها غائبة، وكأن الحاضر يبكي غياب الماضي الذي ضل طريقه في ظل التحديث الحياتي، ولوحة أخرى لذات الفنان تجد فيها حيا شعبيا بدا في صفرة اللون حزينا وهو يحتضن ملامحه غائبة.
من جهته، قال هشام قنديل مدير الاتيليه ان معرض جماعة فناني المدينة المنورة سيستمر لمدة عشرة أيام وسيقام على هامشه وكعادة معارض الاتيليه حوار نقدي مفتوح حول الجماعة باعتبارها أقدم جماعة تشكيلية في المملكة ومعظم اعمال الجماعة تحمل معها انفاس المدينة المنورة وبهاء شوارعها وحاراتها ورواشينها ومشربياتها وساكنيها، وتحمل معها أيضاً رؤية كل فنان خاصة بالغة العمق وبعيداً عن التعقيد في آن واحد.. تماما كبساطة أهل طيبة الطيبة ورقة مشاعرهم.