خالد الربيعان
قصة المطربة البريطانية والسيرلنكية الأصل.. ميا.. مع نادي باريس سان جيرمان؟!، تلك القصة التي أزعجت أطرافاً كثيرة الشهر الماضي تلخص ما كتبناه في المقالات على مدى أشهر!
ميا مطربة بريطانية، فتاة ذكية أعتقد ذلك لأني متأكد أن ما فعلته كان مقصوداً لتزداد شهرة!، ميا صورت فيديو كليب قامت فيه بقول أي كلام يفترض به العمق والنضال، كلمات عن اللاجئين والعمال والمعاناة في أغنية من أغاني الراب ذات الكلمات الكثيرة في وقت قصير!
اللافت في الموضوع أنها قامت بالظهور في الفيديو كليب مرتدية قميص نادي باريس سان جيرمان، عليه شعار النادي وإعلانات الكتف التي تحمل شعار بنك قطر، وغيرت حرفا في إعلان القميص الرئيسي الشهير «طيران الإمارات» أو fly Emirates بكلمة طيران القراصنة أو Fly Pirates!
الفيديو على مدى شهر لم يحقق أكثر من 50 ألف مشاهدة! إلى أن تحقق ما انتظرته «ميا»!، إدارة باريس سان جيرمان انتبهت للفيديو على القناة الرسمية التي تذيعه، ووجهت إنذار شديد اللهجة من 4 صفحات قام بكتابته محامين!
ما قاله المحامون في هذا الإنذار هو تلخيص لكلامي هنا على مدى شهور! وبمنتهى الاختصار..: «الفيديو قام بضرر نادينا اقتصادياً»، «عليها التوقف عن وضع علامة وصورة النادي فوراً»، «وجود شركاء النادي مثل بنك قطر وطيران الإمارات ونايكي أمر يضرهم ويضر النادي»!، «في خلال 24 ساعة لابد من وقف استخدام علامتنا التجارية بدون إذن رسمي»!
ميا لتزداد شهرة قامت بأخذ التحذير ورفعته على تويتر لمعجبيها، تلك التغريدة قام بإعادة تغريدها أكثر من 3 آلاف و400 شخص! ليصبح عدد متابعيها 673 ألف متابع!، بعد عدة أيام قفز عدد مشاهدات فيديو الأغنية إلى مليون و540 ألف مشاهدة!.. قبل أن يستجيب اليوتيوب لمطالب النادي ويحذف الفيديو بالفعل ويمكنك أن تبحث عنه وسترى انه لا يظهر ومكتوب مكانه « هذا الفيديو تم حجبه حفظاً لحقوق الملكية»!
هنا باختصار الدور الهام للراعي، وكيف للشركات أن ترعى مصالحها وترى أن حقوق ملكية استخدام شعارها بدون إذنها يفوت عليها أرباحا بالملايين! أيضاً شعار النادي كعلامة تجارية أمر في منتهى الخطورة! وسأترجم لهذا بالأرقام!
علامة باريس التجارية التي غضب لأجلها ملاك النادي : تساوي 415 مليون يورو! أي مليار و700 ألف ريال!، ما يحققه الباريسي من إيرادات رسمياً 474 مليون يورو، منها 327.2 مليون من «التسويق الرياضي» فقط! هذا ما جعل باريس يحقق (المركز الأول عالمياً) من إيرادات التسويق الرياضي الموسم الماضي!.. فهل وصل لكم الأمر؟!
الدولة كعلامة تجارية!
باريس تحدث فيه ملحمة تسويقية بالأخص من ناحية «تسويق العلامة التجارية» أو الـbranding، فأصبح من عمالقة العالم في اقل من 5 سنوات، بل ملاكه القطريين جعلوا الصحافة العالمية وعلى رأسها «الفايننشال تايمز» تقول: إن قطر من بوابة «باريس سان جيرمان» أدخلت مصطلح «العلامة الدولية» في كرة القدم من خلال ناديها، أو كما وضحه زلاتان ابراهيموفيتش هداف النادي وأسطورته بقوله «هذه الأيام: نحن نمثل باريس.. فرنسا.. وقطر»!