عبدالله بن عبدالعزيز الفالح ">
للأسف الشديد تأتي بين وقت وآخر فتاوى شاذه ومخالفة بعيدة عن الصواب خاصة ممن ليس لديهم ذلك العلم الشرعي والباع الطويل في هذا المجال الهام، لكنهم يتجرؤون على الفتيا بما لا يتوافق مع ماجاء به الكتاب الكريم والسنة الشريفة المطهرة على صاحبها أفضل الصلاة وأتم السلام، بل قد تكون مخالفة للمعقول أو المنقول!، ومن هذه الفتاوى الشاذة والغريبة : جواز بيع الذنوب، وجوازالاختلاط بين الجنسين في الصلاة، وجواز الأضحية بالدجاجة لمن لا يستطيع شراء بهيمة الأنعام !! وقد صدر قرار سابق صائب حول تحديد الفتوى واقتصارها في بلادنا على (هيئة كبار العلماء) الموقرة. حفاظا على الفتوى الشرعية لكي لا يتلاعب بها أوبخوض غمارها أي شخص أيا كان.. لأنه يخرج علينا البعض بين وقت وآخر وفقنا الله واياه للصواب، فيُنصب نفسه مفتيا وعالما نحريرا لا يُشق له غبار فيأتي بالعجائب في قضايا هامة للمسلمين ويرى بجواز بعض الأمور الدينية والتي أفتى بها العلماء الكبار وأصحاب الفتيا والشأن في هذا المجال بحرمة هذه المسألة قطعا أو بجواز تلك الأخرى لكن ( صاحبنا ) غفر الله لنا وله أبى إلا أن يُخالف ما اجتمع عليه المشايخ واجتمع عليه الدليل الصحيح من الكتاب والسنة، إلا أن هواه يخالف ذلك فيقول رأيه في وسيلة من الوسائل الإعلامية أيا كانت...، وقد جاء في القرار: (تابعنا هذا الأمر بكل اهتمام ورصدنا تجاوزات لا يمكن أن نسمح بها، ومن واجبنا الشرعي الوقوف إزاءها بقوة وحزم ؛ حفظاً للدين، وهو أعز ما نملك، ورعاية لوحدة الكلمة، وحسماً لمادة الشر، التي إن لم ندرك خطورتها عادت بالمزيد، ولا أضر على البلاد والعباد من التجرؤ على الكتاب والسنة، وذلك بانتحال صفة أهل العلم، والتصدر للفتوى، ودين الله ليس محلاً للتباهي، ومطامع الدنيا، بتجاوزات وتكلفات لا تخفى مقاصدها، مستهدفة ديننا الذي هو عصمة أمرنا، محاولة ـ بقصد أو بدون قصد ـ النيل من أمننا، ووحدة صفنا، وترتيباً على ما سبق، وأداء للواجب الشرعي والوطني، نرغب إلى سماحتكم قصر الفتوى على أعضاء هيئة كبار العلماء، ويستثنى من ذلك الفتاوى الخاصة الفردية غير المعلنة في أمور العبادات، والمعاملات، والأحوال الشخصية، بشرط أن تكون خاصة بين السائل والمسؤول).. ..هذا مما جاء في القرار الخاص بتقنين الفتوى حول اقتصار وتقنين الفتوى على جهة وهيئة علمية شرعية معتبرة دون تجاوز الحدود لدى البعض حتى لا يفتي كل إنسانسواء هو في هذه المكانة من الفتيا أو غير ذلك، ولكي تأخذ الفتيا مكانتها العظيمة، فلا يتجرأ متجرئ على الفتيا (أجرأكم على الفتوى أجرأكم على النار...)، ولعل هذا يكون حاسما ومانعا للفتاوى الشاذة، ونتمنى أن يجد هذا القرار تطبيقا وتنفيذا من الجميع على كافة المستويات الدينية والشرعية والإعلامية والاجتماعية...