شيخة حمد الدعيلج ">
هذا نبينا المرسل رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم يقول: (إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يديه فليطعمه مما يطعم وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم) متفق عليه
في هذا الحديث بين لنا الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه أهم حقوق الخدم على مستخدميهم.. قبل تلك التشريعات التي شرعتها منظمات العمل المحلية والدولية.. ومنها:
1- أن يحسن معاملته ويكرمه.
2- أن يطعمه مما يطعم.
3- أن يلبسه مما يلبس.
4- أن يسكنه فيما يسكن.
5- أن يعطيه الأجر المناسب وألا يتأخر فيه.
6- ألا يكلفه بما لا يطيقه وإلا أعانه عليه.
7- ألا يسبه ولا يشتمه ولا يضربه.
وتاريخنا الإسلامي يحكي قصصاً كثيرة لنماذج طيبة وصور حسنة في معاملة الخدم.. بدءاً من سيد المرسلين وأشرف الأولين والآخرين محمد صلى الله عليه وسلم.
ويجب على من دعته قدرته أن يسيء إليهم ويظلمهم.. أن يتذكر قدرة الله وجبروته عليه..
عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال: كنت أضرب غلاماً لي.. فسمعت خلفي صوتاً: اعلم أبا مسعود.. اعلم أبا مسعود مرتين.. أن الله أقدر عليك منك عليه.. فالتفت فإذا هو النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله هو حر لوجه الله تعالى. قال أما إنك لو لم تفعل للفعتك النار أو لمستك النار..
أختي الحبيبة.. يجب أن تعلمي أن الخادمة ما جاءت إليك وتركت أهلها وأطفالها ووطنها.. إلا باحثة عن لقمة العيش.. آملة مع هذه اللقمة حياة كريمة.. فأكرميها بها.
1- علميها -أخيتي- أمور دينها.. إن كانت مسلمة وأحضري لها كتباً من مكاتب الدعوة بلغتها التي تتحدث بها.. كي تفهم الدين على حقيقته وتطبق تعاليمه.. ولك أجرها..
بيني لها أهمية الصلاة.. واسأليها دائماً هل صليتِ أم لا..؟
وإذا نادى للصلاة وهي تعمل.. اطلبي منها ترك ما بين يديها لتؤدي الصلاة.. حتى تستشعر أهميتها فتحرص عليها.
والحجاب غاليتي.. احرصي على أن تلتزم به.. فهو أمر أوجبه الله على كل النساء المسلمات..
2- عامليها باحترام ولا تستعلي عليها كثيراً وأنتِ تأمرينها بعمل ما.. واستخدمي دائماً الكلمات الطيبة التي تزيدها حباً واحتراماً لكِ.. ولا مانع من أن تدعي لها بدعوة طيبة وهي تسمع.. كلما أنجزت عملاً طلبته منها.
3- إن استطعتي ألا تجعلي الآمرين عليها كُثر في المنزل.. وخاصة الصغار.. فليس من المقبول أن يأتي طفل في السادسة أو أقل أو حتى أكثر بإصدار أمر إلى واحدة قد تكون في عمر والدته أو أكبر.
4- أيضاً عودي بناتك وأطفالك أن يقوموا بخدمة أنفسهم بأنفسهم.. بدلاً من الاعتماد عليها وإشغالها بكثرة الطلبات عن أعمالها الضرورية..
5- اتركيها دون إزعاج عند نومها.. وعند تناولها لطعامها فهذا من أبسط حقوقها..
6- لا تركزي بدقة على أخطائها.. فمن منا لا يخطئ..؟ واعلمي أن معظم أخطائها تكون إما بجهل منها.. أو بسبب خارج عن إرادتها.. وإن كنتِ ترين الخطأ كبيراً فوجهيها بأسلوب جميل.. وستجدينها مع أسلوبك هذا تحرص على عدم تكرار الخطأ.. لإرضائك.
7- حاولي أن تفرحيها دائماً بتقديم هدية بسيطة لها.. أو شراء حاجة من حوائجها لم تطلبها منك..
8- اسمحي لها بأخذ قسط من الراحة في يومها.. فهي إنسانة ولها طاقة بدنية محددة وليست آلة.. وهذا سيجدد من نشاطها وسيجعل عطاءها أفضل..
9- عودي أبناءكِ الصغار أن يجلسوا معها بعض الوقت للتحدث إليها ويظهرون لها الحب والاحترام.. ستجدينها تفرح باهتمامكم وإشعاركم لها بأهميتها في الأسرة.
10- تفقدي غرف أبنائك قبل أن تشرع في تنظيفها.. فلربما وجدتِ شيئاً ثميناً أو نقوداً.. أو أي شيء مما لا تودين أن تراه وأخفيه عنها.. حتى لا تتسرعي باتهامها بالسرقة لو فقدتِ شيئاً.. ولربما ضعفت وأقدمت عليها (فالمال السايب يعلم السرقة).
11- لا تتأخري عليها في تنفيذ طلباتها وخاصة ما يتعلق منها بصحتها أو بأجورها..
12- وعند سفرها أظهروا لها جميعاً حبكم لها.. وتحسركم على فراقها.. وقدمي لها هدية أو أكثر.. ويا حبذا أن تكون من كل فرد في الأسرة ولو بسيطة جداً.. حتى تفارقكم وهي راضية ومسرورة من الجميع.. فتمحين بذلك أي أثر سيء عنكم في نفسها.
حبيبتي.. عامليها برفق واصبري على ما تجدينه منها من تقصير محتسبة الأجر عند الله.. لا حرمك الله إياه..
وتذكري قوله صلوات الله وسلامه عليه: (من لا يرحم الناس لا يرحمه الله) متفق عليه