إبراهيم بن سليمان الوشمي ">
من ذكريات التعليم السانحة، أنه في إحدى السنوات قررت وزارة المعارف آنذاك (وزارة التعليم) إرسال كراسات (ذوات دفتين خضراوين) وتسليمها لمعلمي المرحلة الابتدائية كي يتابعوا التلاميذ من خلالها بوضع الدرجات في حقول كثيرة ضيقة، لا تكاد تتسع لتلك الدرجات فتعارف المعلمون على تسمية تلك الكراسة بالدفتر الأخضر.
وكان يضيع جزء ثمين من وقت كل حصة لتقدير الدرجات وكتابتها داخل تلك الحقول الضيقة، ومن ثم جمعها وقسمتها، لقد تذمر المعلمون كثيراً من كراسات المتابعة اليومية تلك، ماجعل معلماً من محافظة ينبع يسجل تذمره وتذمر زملائه المعلمين بأبيات شعرية نشرتها صحيفة الجزيرة في حينها، اقتطفت منها أبياتاً ثلاثة هي:
أتانا الدفتر الأخضر
فسبحان الذي صـوَر
به الدرجات قد حشرت
كحشر الناس في المحشر
فنجمعـها ونقسمهـا
فلا، لاشيء يتغيـر
وقد علق أحد الزملاء -بعد تسلمه الدفتر الأخضر-قائلاً:
ليت الوزارة صرفت مع كل دفتر أخضر، نظارة بيضاء للقراءة!
ولم يكد ينتهي العام الدراسي ذاك، حتى ألغت الوزارة الدفتر الأخضر وعدنا إلى المتابعة الأسبوعية المعتادة فكان الارتياح، لدى المعلمين وأسرة التعليم.
ولازال المعلمون يبذلون جهوداً موفقة، ويقدمون عطاءً بلا حدود في سبيل تنشئة وتربية وتعليم الطلاب العلوم النافعة التي تنفعهم في الدنيا والآخرة بإذن الله.
ولازال المعلمون والمعلمات هم مشاعل النور والحكمة، في بلد العلم والتعليم والخير العميم.
- بريدة