قرأت مقال الدكتور حمد الفريان ( اللغة العربية الفصحى عمود التعليم العربي ) في عدد جريدة الجزيرة الاربعاء 17 فبراير 2016م ولا يخفى علينا جميعا ً أن اللغة العربية لغة القرآن الكريم ولغة نبي الله، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وأنها اللغة التي سُطر بها التاريخ المجيد، وهي لغة التفاهم بين المسلمين وبين الأوائل والأواخر من الشعوب العربية
اللغة العربية من أعظم لغات العالم الخمس ومن أجلّها، قال الله عنها: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} (2) سورة يوسف.
إن مما يميز اللغة العربية عن غيرها قدرتها على التعبير بمخارج ليست في كل لغات العالم مثل حرف الضاد وهي من أسباب توحيد العرب عبر تاريخهم الطويل
ومما قدمه علماء المسلمين واللغة في العصور السابقة من وجوه الرقي الرائع والإعجاز الفكري والنضوج الأدبي المبهر أنهم ساعدوا على تقديم فنون شتى من الشعر والمسرحية والقصة وأجادوها بالإتقان والإبداع وحفظوها بالتدوين والتأليف.
أصبح لدينا هذه الأيام لهجات عامية تختلف باختلاف المجتمعات والشعوب العربية، وليست لغات وإنما هي أساليب للتعبير عند الشعوب، والتي جاءت بتأثير من اختلاط اللغات وتعددها.
ورغم كثرة اللهجات المحلية لا يمكن أن تغيب الفصحى من العربية مهما كان عددها وتأثير الشعوب عليها، وأصبح البعض يكتب الكتابة العربية بالحروف الإنجليزية وينطقها بالعربية، ونعرف أن اللغة العربية غنية بمفرداتها وكلماتها ولا يمكن أن تتحول العربية إلى الذبول، لأن القرآن الكريم أكبر حافظً لها من الاضمحلال
إن اللغة العربية لو وجدت في عصرنا ما وجدته اللغات الأخرى من نصيب لكانت تتقدم جميع اللغات وتفوقها انتشارا.
حيث إن اللغة العربية أصبحت غريبة في دارها، وحين تتجول في الأماكن العامة تجد أن اللهجات العامية واللغات الأخرى أصبحت تسود المجتمعات في النوادي والاحتفالات والمعاهد وغيرها، وتشاهد أشخاصا عربا يتحدثون ويتناقشون باللغة الإنجليزية ظنا منهم أن ذلك من علامات التمدن والرقي واعتبار العربية لغة أجداد لا يحتاجها الوقت الحاضر.
إن اللغة لسان التاريخ الذي سطره الآباء والأجداد عبر قرون مضت، فإن هانت اللغة هانت الأمة وإن سمت وارتفعت هذه اللغة فإن الأمة تعلو وترتفع.
علينا أن نهتم باللغة العربية التي فضلها الله، سبحانه وتعالى، على جميع اللغات، ويجب علينا أن نعي هذا الأمر وأن نهتم باللغة العربية ووجوب التحدث والتكلم بها، وتعزيز هذه اللغة المجيدة، ونمنع تسرب الأفكار والمصطلحات الغريبة على أجيالنا، والتي تهدد لغتنا.
ريما المقبل - الرياض