عبد الله بن حمد الحقيل ">
الإسلام دين الفطرة وجوهر رسالات السماء، يحرص على بناء الفرد وتنمية شخصيته ومن نافلة الحديث أن نقول إن التربية السليمة قوة وحصانة ذات شأن عظيم وتأثير بالغ في حياة الأفراد والمجتمعات وإن دور التربية الإسلامية عظيم لمستقبل النشء لأنها تربي فيهم مبادىء الفضيلة وتغرس في نفوسهم الحب والطاعة لوالديهم ومعلميهم.
والإسلام دائماً يدعو إلى التحلي بالفضائل الخلقية التي ترفع من شأن النفس البشرية وتوجهها التوجيه الرشيد الذي يسمو بها إلى أعلى درجات الصفاء الروحي، والتربية من شأنها الاهتمام بجوانب الإنسان المختلفة الروحية والنفسية والجسمية والعقلية.
وتحرص التربية الإسلامية على بناء الشخصية الإسلامية المتكاملة وتنمية روح الوعي والإبداع والابتكار وتنشيط ذهن الطالب وشحذ مواهبه وعقليته ليؤدي واجبه ومسؤولياته بكل طمأنينة وثقة وطموح وعزيمة.
ولقد كان عليه الصلاة والسلام النموذج الأمثل للخلق الرفيع والفضائل الكريمة التي يعجز عن ذكرها البيان.
فالتربية الصالحة أساس لكل فضيلة وثقة في المنطق والسلوك والتصرف والأدب، ولقد كان أسلافنا يربون أبناءهم على التربية الإسلامية، وفي الأثر أن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه مر بإحدى طرق المدينة المنورة وبيده الدرة حسب عادته فوجد في طريقه مجموعة من الأولاد يلعبون فلما شاهدوه انطلقوا مسرعين إلا واحداً منهم هو عبد الله بن الزبير فقد كان ثابتاً وشجاعاً ولم يتزحزح عن مكانه، فقصده عمر وسأله لماذا لا تفر وتجري كأصدقائك؟ فأجابه: يا أمير المؤمنين لم أقترف ذنباً فأخافك وليست الطريق ضيقة فأوسعها لك. فسر عمر من جوابه وثقته بنفسه وجرأته وهو عنوان على حسن تربيته والعناية بتوجيهه وتهذيبه.