الفريق الأهلاوي الممتع والجاهز فنياً، أكثر من الهلال، الذي عجز الجميع عن الانتصار عليه، لمدة عامين، ولخمسين مباراة متتالية، لم نشاهده ليلة نهائي كأس ولي العهد! وخسر بسهولة متناهية أمام الهلال، ومدربه مأزوم وطيلة دقائق اللقاء كان في وجوم، وكان يهرش (صلعته) بشكل هستيري، لا شك أن لصدمة هذا المدرب، ولخسارة الأهلي دون أدنى مقاومة أسراراً، فجروس وقع في هاجس عدم الخسارة أولاً، والمحافظة على سجله خالياً من الهزائم، وهذا ما كان بادياً على فريقه في اللقاءات الأخيرة، وأثر كثيراً على الجانب الهجومي، إلى أن جعله صيداً سهلاً أمام الزعيم، والترشيحات كانت تميل لصالح الأهلي قبل المباراة، وهذا ما أعطى الأهلي ثقة زائدة، وانعكس على لاعبيه بشكل واضح خلال اللقاء، ونسوا أنهم يقابلون الهلال، العاشق للتحدي، الذي مهما كانت ظروفه، ومهما كان نقصه، يتمرد على كل شيء ويقهر خصمه، كما فعل في اللقاء وانتصر على الأهلي والتحكيم في آن واحد، أما أبرز تلك الأسرار، فهو النقص الذي حوله الهلال، إلى قوة وفاجأ به خصمه، ورب ضارة نافعة، كما يقال، فغياب ديقاو جعل المدرب يغير خطته نهائياً، إلى 4/4/2 وهي الطريقة التي تعوّد عليها الهلال، وساهمت في ظهور بعض من عنفوانه الذي كان كافياً، للقضاء على الأهلي بكل شموخه، أيضاً عدم تمكّن ألميدا من المشاركة، فتح الباب لبديله ناصر الشمراني، ليتحدى نفسه ويتحدى مدربه، ويثبت أنه الأفضل، وهذا ما صب في مصلحة فريقه، وجعله يسجل هدفاً ويصنع الآخر، بالإضافة إلى تغيير منهجية اللعب، التي كانت تعتمد في جلها على الأطراف، والاعتماد هذه المرة على انطلاقة لاعبي الوسط القادمين من الخلف، بشكل مباغت وسريع، يجعلهم في مواجهة مرمى الأهلي، وهذا ما فاجأ جروس ولاعبيه، ولخبط أوراقهم، هذا كله فضلاً عن تراجع مستوى السومة، الذي أثر على الأهلي فنياً ونفسياً, حيث كان هذا اللاعب بمثابة (المولد) الذي يبث الطاقة في جسد الفريق، والشمعة التي عندما انطفأت خيم الظلام على كل الخطوط.
من المباراة:
- انطلاقة الأهلي قبل عامين إلى عدم الخسارة، كانت قد بدأت عندما خسر من الهلال، وهزيمته الأولى بعدها أيضاً كانت من الهلال! فالهلال هو من أعطى الضوء الأخضر للأهلي وهو من سحبه منه.
- المباراة أعطت درساً واضحاً لدونيس بأن فريقه يمتع ويوجع في نفس الوقت عندما يلعب بشكل هجومي، وأن الشمراني قدم لفريقه في دقائق، ما لم يقدمه ألميدا في الموسم كاملاً، فهل يبدل قناعته فيما تبقى من الموسم؟
- من الظلم أن يحصل جمهور الأهلي على نصف الملعب كاملاً والمباراة في الرياض، ولو خصص له الربع لكفاه ولظهر شكل الملعب أجمل وأكمل، وبدون فراغات.
- بادرة رائعة قام بها الزويهري وفيصل بن تركي، عندما قاموا بتهنئة لاعبي الهلال ورئيسهم بالكأس، وهي بادرة ستساهم في تجفيف منابع التعصب بالتأكيد.
- فشل ذريع للتحكيم المحلي بقيادة، العواجي ومساعده العبكري، فتساهلهما مع خشونة لاعبي الأهلي كاد أن يذهب ضحيته أكثر من لاعب هلالي، خصوصاً الشمراني والعابد، اللذين كانت علامات (الحفر) بادية على ساقيهما للجميع! فضلاً عن عدم احتساب هدف صحيح للهلال، وحرمانه من ضربة جزاء.
- من يتسلم الكؤوس والدروع، من كل الملوك وأولياء العهد، أحق أن يكون (الملكي) أم من نسي شكل المنصات!
- من المفارقات العجيبة في الهلال، أنه لا يبدع ولا يمتع ولا يوجع، ولا يلتهم الكؤوس، إلا عندما يكون تحت الضغط! عجباً لأمر هذا الزعيم.
- الهلال ولد في العام 57 وعمره 57 وحقق البطولة 57 مصادفة عجيبة، وسباعيات هلالية خالدة، وبطولة لكل عام من عمره.
- مبروك للزعيم، وهاردلك للراقي.
- صالح الصنات