فراس صالح الشويرخ ">
لقد شاهدت لقاء وزير الخارجية السعودي الجبير في حواره مع CNN وقد أظهر في حديثه مدى تمتعه ببوصلة قوية جُبيرية حينما سأله المذيع الأمريكي هل السعودية ستتخلى عن أي احتمال للخيار النووي؟ وأجابه بأنه لا يتناقش في مثل هذه القضايا في منبر عام.
وجاءت بوصلة حديثه واضحة للعيان حينما قال إن السعودية متمسكة بأمرين وإن هذين الأمرين لا يوجد فيهما تفاوض ولا تنازل، وهما الدين والأمن، وإن السعودية ستتخذ كل الطرق لحماية شعبها من أي خطر.
وتابع المذيع حديثه في سؤاله للجبير: ما الذي تريدون من إيران حالياً لاستعادة العلاقات الدبلوماسية؟ أجابه بأن عليها أن لا تتدخل في شؤون دول المنطقة، وعليها أن تتوقف عن دعم الإرهاب، وعليها أن تتوقف عن اغتيال الدبلوماسيين وتفجير السفارات، وعليها التوقف عن دعم المليشيات والمتمردين الذي يسعون لزعزعة أمن دول المنطقة، وإن فعلت ذلك فلا مشكلة حينها مع إيران.
ولاشك أن حديث الجبير الشجاع يدل على قيادة الحزم والعزم وعلى حرص حكومتنا الرشيدة على الحفاظ على حماية الدين والوطن والشعب، والحرص على استقرار منطقة الشرق الأوسط والمحافظة على علاقات المملكة مع أصدقائها في الخارج.
ومما يسترعي الانتباه ويثيره الطريقة العقلية الفذة في الرد على المذيع دون تشنج ولا عصبية، فالمشاهد يلحظ البديهة الحاضرة والواثقة في ردود الجبير، حيث يصل إلى ما يرد في كلامه بأسهل الطرق وعدم مقدرة المذيع على إحراجه.