منيرة محمد الخميري ">
«البسطة» كلمة شائعة منذ القدم وهي وسيلة «استرزاق» لفئة من نساء المجتمع تنفق من خلالها على أطفال وعائلات، ربما أرملة ربما مطلقة وربما على ذمة زوج غير مؤهل للإنفاق لأي حال من الأحوال.
ومع غلاء الأسعار المرهقة وقلة مردود الضمان الاجتماعي وعدد أفراد أسرة كبير ومتطلبات شباب وشابات وأطفال تضطر المرأة لافتراش الأرض وعرض بستطتها غير مبالية بصحتها والظروف السيئة حولها. الظروف المادية تجبر المرأة على أن تتحمل أي مكان وظرف وكل فصول السنة وهي تنتظر محصولها بنهاية اليوم من البيع لتلبي فيه احتياج أسرة كاملة.
وللأسف أنه لايوجد أماكن مهيأة من أمانات المناطق مخصصة ومرخصة وخاصة بالمرأة يتوفر فيها كل الإمكانيات لتتصرف بكامل حريتها كونها امراة مع توفر المناخ الصحي المناسب. نساء كبيرات في السن يفترشن الأرض صباح ومساء في أجواء باردة وأقدام المارة تعبث في بسطاتهن يلتحفن شالات الصوف فوق عباءتهن يتقين موجات البرد القارسة وقد أنهك صحتهن المرض.
في الشتاء ينهكهن برد الليل وفي الصيف ترهقهن شمس النهار دون مراعاة من الجهات المختصة أن تعمل المرأة في البسطات أفضل من أن تتسول هناك وهناك على أن تحظى باهتمام لنشاطها.
كثير من الصحفيين طرحوا موضوع البسطات على أمل أن تجد اهتمام واحتواء دون فائدة وهذا ماتحدث فيه لي الكثير من البائعات واللاتي تحدثن بلغة بائسة ويأس من أن يوفر لهن أماكن تشعرهن بالخصوصية وتحمي حقوقهن.
المرأة لها حق العمل والاسترزاق في بيئة عمل مناسبة وصحية تمنحها الراحة والأريحية في ممارسة عملية البيع في خصوصية تامة هؤلاء البسطاء من الناس لا يملكون القدرة إلى وصول أصواتهم للمسؤولين ونحن بأقلامنا حقاً علينا أن نكون صوتهم الآن وقبل وبعد حتى يحصلوا على حق من حقوقهم.