ارتفاع أسعار النفط مرهون بخفض إنتاج «أوبك» بمقدار مليوني برميل ">
الجزيرة - نواف المتعب:
مع تسارع الأحداث الإقليمية والدولية أصبحت التكهنات المحيطة بأسواق النفط أكثر صعوبة، والمتابع للمشهد الحالي يلحظ تسارع المنتجين من داخل «أوبك» وخارجها على بحث خطوات تعمل على إعادة التوازن لسوق النفط العالمية خشية تفاقم الأضرار بشكل أكبر، مما يصعب حلها بوقت كاف.
من هنا سنجد أن حديث أمين عام أوبك عبد الله البدري مؤخراً خير دليل على ذلك، حيث أوضح، أن كبار منتجي النفط في العالم قد يدرسون حلولاً إضافية لتصفية تخمة المعروض بالأسواق العالمية في حالة نجاح اتفاق أولي لتجميد الإنتاج لعدة أشهر في إشارة منه إلى الاتفاق المبدئي على تجميد الإنتاج الذي توصلت إليه المملكة وروسيا وفنزويلا وقطر.
ما أشار إليه البدري وافقه عليه وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي، الذي حثّ المسؤولين التنفيذيين في قطاع الطاقة العالمي على «التكاتف» في مواجهة أسوأ هبوط يشهده القطاع في عقود، منوهاً بأن تجميد الإنتاج المؤقت سيخفف تخمة المعروض العالمي من الخام.
خبير النفط والطاقة الدكتور أنس الحجي أشار عبر «الجزيرة» إلى أن التخمة الكبيرة في الأسواق لا يمكن لنمو الطلب أو وقف نمو الإنتاج أن يحلها ويتضح من البيانات أنه إذا لم تقم أوبك بتخفيض الإنتاج بأكثر من مليوني برميل يومياً فإن الأسعار ستنخفض أكثر ولمدة أطول.
وأوضح أنه على الرغم من إشارة التوقعات إلى أن الطلب على نفوط أوبك سيزيد بشكل كبير في عام 2016 مقارنة بما كان عليه في 2015، إلا أن كل هذه التوقعات تشير إلى أن الطلب على نفوط أوبك في عام 2016 أقل من إنتاج أوبك الحالي بحوالي 900 ألف برميل يومياً لذلك حتى لو قامت أوبك بهذا التخفيض فإنه لا يكفي بسبب الارتفاع التاريخي في مستويات المخزون التجاري في الدول المستهلكة والذي يتطلب تخفيض الإنتاج بمليون برميل إضافية أو أكثر حتى يتم التخلص منه.
وتطرق الحجي إلى الأسعار الحالية حيث قال: الأسعار الحالية تبلغ ثلاثة أضعاف الأسعار في قاع فترات انخفاض الأسعار السابقة وستة أضعاف الأسعار الحقيقية.
وبنظرة تاريخية فإن فترة الأسعار المنخفضة تنتهي بموجة من الاندماج والاستحواذ والتي لم تحصل بعد.. هذا يعني أن أسعار النفط ستنخفض أكثر إلا إذا قامت أوبك بتخفيض الإنتاج.
وشدد الحجي على أن تثبيت الإنتاج على مستويات يناير، حتى لو وافقت إيران، يعني استمرار الأسعار بالانخفاض، ويتضح من وضع السوق الحالي أن احتمال بقاء الأسعار منخفضة طيلة عام 2016 أكثر احتمالاً من قبل.