ارتعد الجسم وخفق القلب
وفي لحظات استعرضت شريط الذكريات لمواقف عديدة.
أيصدق الخبر؟
بل يلزم التريث قليلاً لعل ناقل الخبر تسرع في إرساله!
لكن الفاجعة
تواتر الأخبار وتتابع الدعوات له بالرحمة!
مات...
من؟
الأستاذ عبد الوهاب.
أبو علي؟
نعم.
صحيح؟
مات... مات.... مات........
ألم يكن بخير قبل فترة وجيزة من وفاته؟
ألم يدخل المشفى ليتداوى ثم يعود؟
ألم يخرج من المشفى وهو حي؟
أيترك عليا وأهله؟
أيترك أحبابه ورفاقه؟
أيغادر الدنيا فجأة؟
لن نراه؟
لن نراه؟
لن نراه مرة أخرى على وجه الأرض.
أمسى ولم يصبح.
ستخلو المجالس من حديثه
ستخلو المواقف من وجوده
لقد كان يملأ المكان.
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}
خبر مؤلم
خبر يقطع نياط القلوب
بمغادرتك للدنيا يا أبا علي
اعتصر القلب وبكت العيون
نبأ وفاتك ترك وحشة وخوفا
بنبأ وفاتك عظم الكرب واستصغرت الدنيا
أبا علي....
أي لذة للدنيا وقد حجبت رؤيتك
أي لذة بعد فراقك؟
أي أنس بعدك؟
كرسيك رأيته اليوم خالياً
مكتبك لو كان يستطيع البكاء لبكى
لم أجد سيارتك
سجلاتك انتظرتك وما عدت
طلابك ما رأوك
زملاؤك هذا اليوم كأن على رؤوسهم الطير
أتيناهم لنعزيهم في حبيبهم
فوجدناهم مكلومين
ما أصعبه من موقف!
ليتني ما دخلت عرينك.
حاولت أن أقول لزملائك أحسن الله عزاءكم فما استطعت.
حاولت أن أطلب منهم الدعاء لك وأن يسامحوك
فاختتقت.
دموع الأسى كشفت الحب
والعبرة دلت على حجم المصاب الجلل
والله إنها دار الغرور.
عرفنا أبا علي
خلوقا بشوشا مبتسما
صريحا صابرا مناضلا
مكافحا بارا
مصلحا مربيا
معلما
مبادرا
حريصا
منجزا
يحبك الناس
كبير في قومك
قدير في زمنك
هي الدنيا...
فراق وبعد
ألم وحزن
شجن ووجد
من أحب أبا علي
فالبر بابه مفتوح
والقبول بإذن الله ممنوح
ونسأل الوهاب أن يغفر لعبد الوهاب
آمين.
عبدالله بن محمد آل مصلح - مدير الإشراف التربوي في سراة عبيدة