الملك سعود منح الهلال لقب النادي الملكي قبل (59 عاما) ">
إعداد - عبد الله الجديع:
الصور من أرشيف: الباحث التاريخي: منصور الدوس
بدأت الحركة الرياضية في المنطقة الوسطى في عقد الستينيات الهجرية من القرن الماضي، وكان ذلك عبر فريق (الموظفين) (أول جيل مارس كرة القدم بالمنطقة الوسطى) في تلك الأيام الخوالي؛ حيث شكل (الموظفين) بداية انطلاق الحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى الذي تزعمه الراحلان محمد الصايغ وحمزة جعلي -رحمهما الله - وبمرور الأيام حدثت أول عملية انقسام بين فريق (الموظفين) مع الشيخ عبدالرحمن بن سعيد-رحمه الله - عندما أسس فريق شباب الرياض البلدي (الشباب حالياً) عام 1367هـ وتزعمه عشرة أعوام متتالية.. ومع تأسيس شيخ الأندية تراجع (الموظفين) وتوارى حتى اندثر.. وبقي الشباب وحيداً يرتع في الساحة الرياضية.
وتكرر السيناريو بانفصال (شيخ الرياضيين) مع مجموعة من اللاعبين ليشكل فريقاً آخر أسماه (الأولمبي) وتحول للهلال بأمر من جلالة الملك سعود - طيب الله ثراه - فنال لقب النادي الملكي بالشواهد التاريخية وحقائقها الدامغة.
(الجزيرة) وكعادتها مع أندية الوطن المتفوقة.. تحرص دائماً أن تكون مع الحدث الرياضي حيث تسلط الضوء على جانب من تاريخ زعيم الأندية.. صاحب الرقم التاريخي في منجزاته الذهبية, وانجازاته الكروية بعد أن فاز مؤخرا بلقب بطل كاس ولي العهد 2016م محققا رقما يصعب منافسته (57 بطولة).
ضربة البداية
انطلقت الرياضة في المنطقة الوسطى في حقبة الستينيات الهجرية من القرن الفائت.. عبر فريق الموظفين الذي كان يعد أول فريق رياضي يمارس كرة القدم بمنطقة الرياض، وقد ضم هذا الفريق عدداً من موظفي الدولة ومنهم محمد الصايغ وحمزة جعلي - رحمهما الله - ويوسف عابد وعبدالله أخضر وأحمد صايغ ومحمد أمين وغيرهم من الموظفين الذين كانوا يشبعون رغباتهم الرياضية عصر كل يوم جمعة في أرض تم تجهيزها وتخطيطها لتصبح ملعباً للموظفين بجوار شركة الكهرباء بحي الملز.
* تزعم الفريق كل من الشيخ حمزة جعلي ومحمد عبدالله الصايغ.. ثم بعد ذلك انضم إليهما الشيخ عبدالرحمن بن سعيد وعبدالله بن أحمد وصالح ظفران-رحمهم الله جميعا - وأصبح (الموظفين) يضم عدداً كبيراً من اللاعبين وظل يمارس اللعب كل يوم جمعة وبمرور الأيام أصبح يضم عدداً ضخماً من اللاعبين.
وفي أحد الأيام حصل خلاف بين حمزة جعلي وفؤاد صايغ أدى ذلك لحدوث عملية الانفصال الأول عام 1367هـ ليعلن ولادة فريق شباب الرياض البلدي وترأسه الشيخ عبدالرحمن بن سعيد الذي يعتبر مؤسسه الأول وباني قواعده.
عبقرية ابن سعيد
انضم مع مؤسس الشباب (ابن سعيد) عدد من الموظفين نظراً للكثافة العددية لهذا الفريق وجاءت عملية الانفصال الأولى فرصة سانحة لمن لم يجد فرصة في اللعب مع الموظفين، فقد انضم معه كل من: عبدالله بن أحمد وصالح ظفران ومحمد إبراهيم مكي وعبدالحميد مشخص ومحمد أحمد صايغ، وهكذا نجح ابن سعيد في بناء فريق دعمه بكل قوة وحماس حتى انه بدأ التنافس يبلغ درجة من التعصب بين فريقي (الموظفين وشباب الرياض) شيئاً فشيئاً حتى خرج عن إطاره المألوف فصدر قرار بمنع مزاولة الرياضة بالمنطقة الوسطى، فتفكك فريق (الموظفين) وتشتت لاعبوه فقد انضم بعضهم لشيخ الأندية وآخرون تركوا الكرة نهائياً فانحل (الموظفين) وبقي شباب الرياض صلداً وشامخاً في الساحة وحيداً حتى تأسس فريق أهلي الرياض (الرياض عام 1373هـ) فدخل مع شيخ الأندية في حلبة الصراع والتنافس المثير باعتبار أنهما الوحيدان في الساحة آنذاك.
تموين بالمجان..!!
لعب الرمز الراحل الشيخ عبدالرحمن بن سعيد دوراً ريادياً في دعم الفريق الشبابي في بداياته التأسيسية وتجلى ذلك في توفير كافة المستلزمات المطلوبة للفريق وللاعبين من ملابس وأحذية ومبالغ للصرف لمسح أرضية الملعب وتخطيطه ورشه بالماء فضلاً عن توفير الشاي والقهوة والتموين الغذائي من تمور وغيرها في صورة كشفت وبجلاء إخلاص وتضحيات أبو مساعد لخدمة الحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى.
ولادة الاولمبي (الهلال حاليا)
* وبعد عشرة أعوام قضاها الرمز الراحل ابن سعيد مع شباب الرياض.. حصل الانقسام الثاني عام 1377هـ الذي أعلن فيه ولادة فريق الأولمبي (الهلال حالياً) على يد رائد الحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى ومؤسسه العصامي ابو مساعد غفر الله له. وجاء هذا الانقسام التاريخي.. بسبب 3 لاعبين هم مهدي بن علي وسيد سالم ودحمان سلوم اختلف حولهم ابن سعيد وابن أحمد في الوقت الذي كان فيه أبو مساعد يعزم على تأسيس نادٍ آخر على غرار الشباب، فشكلت هذه الحادثة نقطة تحول لصالح رياضة الوسطى عندما تم تأسيس الأولمبي على يد ابن سعيد، وقد تحول بأمر من جلالة الملك سعود - طيب الله ثراه - ليحمل اسم الهلال بشعاره الحالي الأزرق والأبيض ومن أشهر اللاعبين الذين انضموا مع (المؤسس) مبارك العبد الكريم وناصر بن موزان وصالح أمان وزرنكي ومهدي بن علي. وعند انتقال ابن سعيد ليتزعم فريقه الجديد (الأولمبي) فقد الشباب أبرز داعميه خصوصاً وأنه كان يقوم بدفع قيمة إيجار مقره بجوار مقبرة شلقا في حوطة خالد.
المؤسس.. تزعم
أول مجلس إدارة
* في البداية التأسيسية للحركة الشبابية لم يكن هناك تشكيل رسمي لمجلس الإدارة.. على اعتبار أن الأندية لم تكن مصنفة رسمياً أو مدرجة تحت إشراف جهة تدعم حركة الأندية آنذاك، وإزاء ذلك بدأ أول مجلس إدارة لنادي الشباب مكوناً من المؤسس عبدالرحمن بن سعيد وعبدالله أحمد ومحمد أحمد صايغ وصالح ظفران ومحمد إبراهيم مكي.. ثم انضم عبدالله بن أحمد الذي كان مساعداً لشيخ الرياضيين، وكان ابن أحمد يقول: رئاسة الشباب في حال سفر الرئيس للمنطقة الغربية لظروف عمله ما بين الحين والآخر.. ثم عبدالحميد مشخص وعبدالله التويجري وإبراهيم مديني وخضر خطيب وعبدالعزيز بن حسين، وهم من كبار موظفي وزارة الزراعة آنذاك.
النادي الملكي
أما حكاية تغيير اسم الأولمبي ليصبح (الهلال) فقد كانت في منتصف عام 1377هـ حيث أقيمت أول مباراة ثنائية جمعت ثنائي الأولمبي والشباب ضد ثنائي أهلي الرياض والكوكب في مباراة سأل الملك سعود - رحمه الله - عن أسماء الفرق المتبارية فعرف أسماءها وعندما جاء اسم الأولمبي تساءل - رحمه الله - لماذا لا يغير هذا الاسم إلى اسم عربي فأمر محمد الصايغ بضرورة إبلاغ إدارة النادي لتغييره ورفع لجلالته 3 أسماء هي (اليمامة - الوحدة - الهلال) فشطب على الاسمين الأوليين وأبقى الاسم الثالث الهلال.
أول بطولة ملكية للهلال
في عام 1381هـ دخلت أندية الرياض في دوري كرة القدم لأول مرة بعدما كان الدوري مقتصراً على أندية المنطقة الغربية في السبعينيات الهجرية، فنجح الهلال في الحصول على بطولة الوسطى ثم تأهل لنهائي الكأس ليلاقي بطل الغربية فريق الوحدة العملاق صاحب الخبرة الكبيرة والنجوم الفذة يتقدمهم الأسطورة عبدالرحمن الجعيد - رحمه الله - ودوش وحسن باز وسليمان مطر وسليمان، وتمكن من الظفر بأول لقب في تاريخه على مستوى المملكة عندما كسب الوحدة في ملعب الصايغ بثلاثية سجلها نجمه الراحل رجب خميس - رحمه الله - الأزرق أغلى لقب في تاريخه، وقد مثل الهلال في هذه المباراة التاريخية كل من مهدي ناصر الموزان وصالح أمان ومحمود زرد, وعبدالرحمن الأحمد (الدينمو) ومهدي بن علي والكوش والدبل وسلطان بن مناحي وحامد عباس ومبارك العبدالكريم كان يعد أول كابتن هلالي يرفع كأس الذهب في المسيرة الزرقاء.
أسماء في الذاكرة الزرقاء
ثمة أسماء في الذاكرة الرياضية الهلالية التي خدمت مسيرة النادي الملكي بكل إخلاص وعطاء.. ففي حقبة الثمانينيات الهجرية برز كل من : مبارك العبدالكريم «قائد الهلال» وسلطان بن مناحي وصالح أمان وعبدالله سوا وابن موزان والكبش والكوش ورجب خميس ونبيل الرواف وعزيز بن جمعان وحميد الجمعان وعبدالرحمن الدينمو وفهد بن نصيب وسعيد بن يحيى وزين العابدين وكريم المسفر وسلطان الراجح.. وفي حقبة التسعينيات الهجرية برز جيل بشير الغول وعبد الله بن عمر وإبراهيم اليوسف وعبد الله فوده ( العمدة) وشمروخ وصالح النعيمة وغازي سعيد وناجي عبد المطلوب وعبد الله العمار وسلطان بن نصيب، وغيرهم من الأسماء اللامعة التي نجحت في إعادة الهلال لمنصات الذهب عندما نجح جيل التسعينيات الهجرية في إحراز لقب أبطال الدوري عام 1397 هـ بعد غياب طويل دام أكثر من12 عاما بقيادة الأمير الراحل هذلول بن عبد العزيز -رحمه الله – صانع الهلال الحديث, ثم توالت الأجيال الهلالية جيلا بعد جيل والمكينة الزرقاء تحصد الألقاب الكبيرة والبطولات الذهبية والمنجزات الخالدة..حتى صافح الزعيم الرقم 57 بطولة دون منافسة أو مزاحمة من الأندية الأخرى.