سعادة الأستاذ - خالد المالك رئيس تحرير جريدة الجزيرة - الموقر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد، فإنني أتابع وباهتمام بالغ ما تطالعنا به جريدتنا الغراء الجزيرة من أخبار وأطروحات ومقالات عن المعلم، وأود أن أشارككم في التعقيب على ما يطرح بشأن المعلم، فالمعلم أول سطور التعليم الناجح، والتطور الفكري عبارة تستحق التأمل والتفكر فيها وتحقيق معناها، فهي تحكي واقع التعليم الذي دائماً ما يرسخ أول أفكاره ومبادئه في عقول المعلمين، الذين بدورهم ينمّونها في الأجيال المنتجة المقبلة.
ففي بدايات التطور والتغذية الفكرية، لم يكن التعليم سوى معلمٍ يلقي خبرته وتجاربه الشخصية في الحياة، لعقول صغيرة تتعطش المعرفة وتتجرع العلم حباً وشغفاً، والآن توسع الأمر حتى وصل أصغر المدن والقرى أن يدرَّس ويتعلم فيها، ويعطى الكبير والصغير حقه ونصيبه من الطموح والمعرفة.
كل هذا لم يتحقق سوى بفضل من الله، ثم توفير سُبل التعليم المتطورة من الدولة، ثم بفضل المعلمين وبناة الأجيال، غرسوا العلم في عقول الناشئة ونقشوا المنفعة في نفوسهم، ابتغاء الأجر ووضع رواسي شباب مستقبلٍ يشاد بهم لعلمهم وطموحهم وحسن تصرفهم ديناً ودنياً.
ففي حديث أبي الدرداء رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (وإنَّ العالِمَ ليستغفرُ لَه مَن في السَّماواتِ ومن في الأرضِ والحيتانُ في جوفِ الماءِ، وإنَّ فضلَ العالِمِ على العابدِ كفضلِ القمرِ ليلةَ البدرِ على سائرِ الكواكبِ، وإنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ وإنَّ الأنبياءَ لم يورِّثوا دينارًا ولا درهمًا). نرى هنا إثبات رسول الله والمعلم الأول والأعظم لفضل التدريس وإعطاء طالب العلم ما يرجوه، ليبني طموحاته بثقة وعلم ينتفع به.
وفي نظري أنا: فالعلم هو سقيا وصدقة نروي بها عقول المتعطشين لها، الباحثين عنها ولو خضنا صعوبات في سبيل التعليم، فما التعليم إلا تهذيب ومنفعة لجميع من يرغبون به. ويجب على المعلم أن يكون صبوراً وقوياً ورضياً يرضى بأبسط الأشياء التي تُذهب عنه الأفكار السيئة التي لربما تجعله يتوقف عن هذه المهنة العظيمة!
قُم للمعلمِ وفّه التبجيلا
كاد المُعلم أن يكون رسولاً.
المعلمة: شماء سليمان الجريجير - الابتدائية الأولى - القصيم - عنيزة