طالعت خبر رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- للمؤتمر الدولي عن الأمير الراحل سعود الفيصل ولكل زمان رجال وشخصيات لا تمحوها الذاكرة مهما طال الزمن، فتبقى شخصيات أسطورية يخلدها التاريخ بحروف من ذهب، وتظل هذه الشخصية حديثاً لكل المجالس والأمكنة لوقت طويل من الزمن ويشهد لهذه الشخصيات الخالدة الأعداء قبل الأصدقاء، فكيف إذا كان الحديث عن أسطورة سياسية من الطراز الثقيل إنه سمو الأمير سعود الفيصل - رحمه الله- رجل المرحلة ورجل المواقف، ذلك الرجل الذي خدم دينه ووطنه بكل تفانٍ وإخلاص، وتعجز عن شكره الحروف والكلمات، لقد أدى الأمانة بكل وفاء، وترجّل الفارس بعد أربعة عقود من الزمن خدم فيها الإسلام والعروبة والوطن، وشهد له بالحنكة السياسية وتذليل الصعاب، مهما تعاظمت الأمور وتفاقمت ليس لها بعد الله إلا سعود الفيصل، فقد عرف عنه - رحمه الله - أنه صريح القول، وقع كلامه على الأعداء كوقع سيف لا يرد ولا يصد، عبقري في السياسة لا يجادله في الحق إنسان.
ولقد شهد لسموه رؤساء الدول ووزراؤها العدو قبل الصديق، لقد كان وقع خبر تخليه عن منصبه كوقع الصاعقة وحزن كل مواطن على تركه للمنصب، لم تدخر جهداً يا ابن الفيصل لخدمة الدين والوطن، فقد أديت الأمانة على أكمل وجه، وجعلت للوطن والمسلمين كلمة مسموعة في أصقاع الدنيا.
إن كلمات الشكر في كل القواميس والمعاجم لن تفيك حقك، لقد أحبك الشعب السعودي ولك مكانة كبيرة في قلب كل سعودي، وستبقى شخصية سياسية عالقة في ذهن كل الأجيال. وندعو الله العلي القدير أن يتغمدك بالرحمة والمغفرة، وأن يجزيك عنا خير الجزاء.
أحمد الناشري - القنفذة