الجزيرة - محمد العثمان:
وقّعت وزارة العدل مع وزارة الشؤون الاجتماعية مذكّرة تعاون في مجال الحدّ من حالات العنف الأسري والعنف ضد الطفل, وذلك على هامش اختتام البرنامج التدريبي للقضاة الذي تنظّمه وزارة العدل بفندق هوليدي إن بالرياض, بحضور معالي وزير العدل رئيس المجلس الأعلى للقضاء الدكتور وليد بن محمد الصمعاني ووزير الشؤون الاجتماعية الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي. وتضمّنت بنود المذكّرة التعاون في مجال التدريب فيما يخص الحماية الاجتماعية والتعرّف على الجوانب العدلية في القضايا الأسرية, وتبادل المعلومات والتنسيق المشترك فيما يتعلّق بحالات العنف الأسري, إضافةً إلى التعاون في إقامة الفعاليات والأنشطة التوعوية في مجال العنف الأسري والعنف الموجه ضد الطفل.
كما تضمّنت البنود التعاون في مجال عقد الندوات العلمية والمؤتمرات المختصة بالشأن الاجتماعي والأسري والجوانب العدلية المتعلّقة بها, بالإضافة إلى تبادل الدراسات العلمية وتوفير المعلومات الإحصائية الخاصة بحالات العنف الأسري وتطوير قواعد المعلومات لضمان دقة البيانات المنشورة وفق الأنظمة والتعليمات. وأكّد معالي وزير العدل الدكتور وليد بن محمد الصمعاني خلال كلمته بهذه المناسبة أن الأحكام الحازمة للقضاء لا يمكنها التصدِّي لقضايا العنف الأسري من دون تفعيل الشراكة بين المؤسسات الاجتماعية وتكامل التنسيق بينها وبين القطاع العدلي, والتعاون في مثل هذه القضايا التي تحتاج إلى التركيز في مسألة الإسناد الشرعي والنظامي, مبيّناً أن النظر في قضايا العنف الأسري وقضايا الأحوال الشخصية يتعدّى الإسناد فيها إلى استظهار الحالات والوقائع المختلفة وهو ما يشكِّل عبئاً على القاضي وبالتالي تبرز الحاجة الملحة هنا إلى أهمية التعاون ودعم العمل الاجتماعي بالمحاكم وتفعيل دور الباحثين الاجتماعيين فيها. ورحّب معالي وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور ماجد القصبي خلال كلمته بتفعيل الشراكة الاجتماعية بين الجانبين, مؤكداً أن وزارة الشؤون الاجتماعية تسعد لبناء شراكة فاعلة وفتح آفاق التعاون مع وزارة العدل للحد من ممارسات العنف الأسري والعنف ضد الطفل, وإيجاد الوسائل المعينة لتبادل المعلومات والتنسيق المشترك فيما يتعلّق بحالات العنف الأسري.
وأوضح مستشار وزير العدل المشرف العام على الإدارة العامة للخدمة الاجتماعية الدكتور ناصر العود أن توقيع المذكرة جاء في ختام البرنامج التدريبي الموجّه للقضاة فيما يخص التعامل القضائي مع حالات العنف الأسري; تتويجاً للبرامج التدريبية والتوعوية التي نظّمتها وزارة العدل بمشاركة قضاة محاكم الأحوال الشخصية والمحاكم الجزائية وحاضر فيها مختصّون في الشأن العدلي والاجتماعي.
وشهدت البرامج التدريبية تفاعلاً كبيراً من أصحاب الفضيلة القضاة الذي أبدوا اهتمامهم خلال جلسات النقاش العلمية بموضوع الحد من قضايا العنف الأسري بالمحاكم من خلال تفعيل الشراكة مع القطاعات المختصّة وتفعيل الدور المهني للباحثين الاجتماعيين بالمحاكم, مشيدين بأهمية تعزيز جانب التوعية للعاملين في المحاكم وبأهمية التعرّف على الآليات والأدوار المهنية المهمة.