معلّمو التربية الإسلامية دورهم عظيم في حماية الناشئة من فكر الإرهاب والتخريب ">
الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:
رأى أكاديمي متخصص في الدراسات الإسلامية إن لمعلمي التربية الإسلامية دورا عظيما في حماية المجتمع من الانحراف من خلال بيان حقائق الإسلام وأهمية الوحدة، والتلاحم بين أفراد المجتمع، والاعتصام بحبل الله جميعا وأهمية السمع والطاعة لولي الأمر، والتعاون التام بين أفراد المجتمع.
وقال الدكتور محمد بن إبراهيم الرومي أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الملك سعود بالرياض في حديثه لـ»الجزيرة» إنه في ظل الهجمة الشرسة على الإسلام والمسلمين في المجتمعات الإسلامية، وظهور ما يسمى بالخلايا الإرهابية التي تضم شرذمة من الخارجين عن الإسلام، وجماعة المسلمين، والتي يحاول أفراد تلك الخلايا التغرير ببعض الناشئة من أفراد المجتمع، وفي ظل هذا الواقع المرير ببعض الناشئة من الطلاب من فكر الإرهاب والتخريب، والعبث بمقدسات الوطن والإسلام، فإنه من الآثار الدعوية الحسنة لمعلمي التربية الإسلامية وقاية المجتمع من الانحراف، وذلك من خلال التعاليم الإسلامية التي يتعلمها أبناء المجتمع في مراحل التعليم المختلفة، ويعلمونها غيرهم من أفراد المجتمع، فكما أن العبادات تربي في النفس الإنسانية الفضائل الخلقية، فكذلك هي وقاية من الانحرافات الخلقية، لما تبثه في القلب من خوف من الله تعالى وطلب رضاه، ورجاء رحمته، ولأن فيها تذكيراً مستمراً للإنسان بربه عز وجل من خلال ربطه بالعبادات التي تنهى أيضاً عن كل فعل تستنكره العقول والفطر، والعبادات الشرعية تسمو بأخلاق الإنسان وتصرفاته، بما تجعله يتميز على غيره من البشر، فهو يتميّز بقوّة الإرادة والعزيمة في فعل الخيرات، واجتناب المحرمات، وذلك أن المواظبة على أداء العبادات قد ربّت فيه هذه الخاصية، كما أن العبادات توجد بين المسلمين جواً من التعاون الذي يربي فيهم قدراً كبيراً من التواد والتعاطف والتلاحم، وهي بذلك تربي المسلم على أفضل الأخلاق وأحسنها وتبعده عن الانحرافات السلوكية، حيث يلاحظ أن أبعد الناس عن منكرات الأخلاق أكثرهم عبادة لله تعالى.
وأكد د. الرومي على أهمية دور معلم التربية الإسلامية خاصة في هذا العصر الذي تتعرض فيه الأمة بأسرها للدعايات المغرضة، والرغبة في تغيير المناهج الإسلامية ومحاولة تفريغ تلك المناهج الإسلامية من مضامينها، حتى ينشأ الجيل المسلم وهو لا يعرف عن دينه شيئاً، وبالتالي يسهل توجيه هذا الجيل حسبما يريده خصوم الإسلام، مشدداً على أهمية تأهيل وإعداد معلم التربية الإسلامية بما يتناسب مع أهمية وخطورة مسؤوليته في الإسهام في توجيه الطلاب الوجهة الإسلامية الصحيحة، وحماية المجتمع مما يحدق به من مخاطر، ومحاولات للكيد للإسلام ولأبنائه، ولذا يجب على معلم التربية الإسلامية أن يتزود من المعرفة بما يساعده -بعد الله- على القيام بأعبائه ومسؤولياته حيال الطلاب والمجتمع، لأن المعلم يرابط على ثغر من أهم الثغور في المجتمع المسلم وهو تعليم التربية الإسلامية، وحمل الطلاب على الالتزام والاستجابة لتلك التعاليم الإسلامية.