للمملكة تجربة فريدة في العالم الإسلامي المعاصر في أمنها وأمانها ووحدة كلمة أبنائها والتفافهم حول قادتهم ">
الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:
أكّد معالي الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي وعضو هيئة كبار العلماء على تميّز المملكة وتفرّدها بخصوصيّة تعامل قادتها مع شعبها، وهي نعمة الله علينا في هذه المملكة المباركة عظيمة، حيث ينظر القادة إلى شعبهم نظرة إنسانية، منطلقة من توجيهات ديننا الحنيف، ومن تواضع سيّد البشر، نبيّنا محمد -صلى الله عليه وسلم- في تعامله مع صحبه الكرام، كباراً وصغاراً، وإن ملوك المملكة وأمراءها لا يتعاملون مع شعبها تعاملاً فوقياً، وبخاصة عند المصائب، ولكنّهم يتعاملون بعطف ورحمة وإنسانية.
وقال معالي الدكتور عبدالله التركي في كتابه الجديد «لمحات من الذاكرة» الذي حصلت «الجزيرة» على نسخة منه جوانب وضّاءة مهمة، وسيرة مشرقة للعلم الشيخ عبدالله التركي ورحلاته العلمية والعملية لأكثر من نصف قرن من الزمان في خدمة دينه وأمته ووطنه وولاة أمره بكل تفانٍ وإخلاص.
وعدّ د. التركي إنّ هذه الخصوصية نعتز بها، وأساسها ومنطلقها الإسلام وقيمه، والعرب وأصالتهم، فبلادنا -حفظها الله من كل سوء- البلاد الأصلية للعرب والمسلمين كافة. ولم يشهد تاريخها بعد العصور المفضلة للمسلمين، حكماً رشيداً وقادة مندمجين مع شعوبهم، كما شهدته بعد قيام المملكة العربية السعودية، أدام الله عزّها وأمتها ورخاءها، مشيراً إلى أنّ أسرة آل سعود، منذ تاريخها العريق، وتجديداً له من موحّد هذه البلاد الإمام الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود أسرة عريقة أصيلة، أنعم الله بحكمها على المملكة، وامتد خيرها وعطاؤها إلى العرب والمسلمين، بل العالم أجمع.
وأضاف د. التركي إن إمامنا وقائدنا الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود المتابع لمسيرة هذه الأسرة المباركة، ولتاريخ العرب والمسلمين، وللقضايا والمشكلات المعاصرة يجدّد تاريخ هذه الأسرة المباركة، ويضرب أروع الأمثلة في تلاحم الشعب بقيادته، وفي حرصه على التواصل المثمر مع شعبه الوفي، تواصلاً إنسانياً، يعجز الإنسان عن التعبير عنه، وإن تصرفات الملك سلمان ومواقفه، انطلقت ونمت من الأخلاق السامية التي تلقّاها من أبيه وورثها من سيرته الطيبة.
وأورد معالي الشيخ عبدالله التركي العديد من المواقف مع ملوك المملكة حتى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله ووفقه-، مشيراً إلى أنّ الملك سلمان لا يعرفه حق المعرفة إلا من تعامل معه عن قرب، سرعة في الإنجاز، وشهامة في المواقف، وصراحة في القول، وثقافة تاريخية نادرة، وبخاصة عن تاريخ المملكة، لا يجدها الإنسان عند غيره. وذكر معاليه أول لقاء له مع الملك سلمان بن عبدالعزيز وذلك عام (1375هـ -1955م)، حينما راجعه في مكتبه في إمارة منطقة الرياض للحصول على إذن لاستخراج جوازين لسفره ووالدته إلى الكويت لعلاجها.
وأكّد معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي إنّ الصفات التي اتّصف بها حكام المملكة، وتعاملهم مع شعبهم هي السبب الأساسي في نجاح المملكة وتقدّمها وأمنها واستقرارها، وإن المملكة العربية السعودية تجربة فريدة في العالم الإسلامي المعاصر في أمنها وأمانها، ووحدة كلمة أبنائها والتفافهم حول قادتهم، حيث انطلقت المملكة انطلاقاً سديداً موفقاً، منحها قوة ذاتية من أول يوم، وهي دولة أسست على المنهاج الإسلامي، واستمدت من كتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- نظامها الأساسي في الحكم وإدارة شؤون المجتمع ومؤسساته.
تجدر الإشارة إلى أنّ «لمحات الذاكرة» مرجع مهم في تاريخ المملكة وفي الشؤون السياسية والاجتماعية والإعلامية والثقافية والتعليمية، وعلاقات ولاة الأمر بشعبها وغير ذلك من المحطات المهمة التي تستحق أن يفرد لها صفحات أكثر مما حملته ذاكرة معالي الشيخ الجليل عبدالله التركي وإخلاصه وتميّزه في أداء عمله.