واشنطن - (رويترز):
يقدم تحليل للحمض النووي (دي إن إيه) المستخلص من حفرية من الأرجنتين، يرجع عهدها إلى 12 ألف سنة، إطلالة فريدة على كائن شديد الغرابة من عمالقة العصر الجليدي. إنه حيوان ثديي، يشبه الدبابة في حجم سيارة صغيرة، ذو درع منتفخة، وذيل مثل الهراوة مليء بالأشواك. وقال العلماء الاثنين إن دراسة المحتوي الجيني للكائن المسمى (دوديكوروس) أكدت أنه ينتمي لنسل منقرض لحيوان المدرع (أرماديلو)، وكان هذا الكائن من أكلة العشب، ويزن نحو طن، وكان يجوب سهول وبراري السافانا بأمريكا الجنوبية، واندثر منذ نحو عشرة آلاف عام، مثله مثل العديد من الكائنات الضخمة التي عاشت إبان العصر الجليدي. وقال فريدريك دلسوك، وهو عالم بيولوجيا من جامعة مونبلييه الفرنسية وأحد المشاركين في هذه الدراسة: «كان طوله يصل إلى أكثر من ثلاثة أمتار من الرأس حتى الذيل، وكان في حجم السيارة الصغيرة، وكان هذا المخلوق ضمن مجموعة من الكائنات تشترك في سمات متماثلة، منها حيوان الكسلان البري العملاق والنمور ذات الأسنان المفلطحة السيفية الشكل، والطيور الضخمة الآكلة للحوم التي لا تطير.
وارتحلت هذه الكائنات إلى مناطق بقارة أمريكا الشمالية بجنوبها وشمالها، أو من ولاية أريزونا الحالية حتى نورث كارولاينا وساوث كارولاينا. وتمكن الباحثون من وضع هذه الكائنات تصنيفياً تحت شجرة عائلة المدرع (الأرماديلو) بعد دراسة شظايا صغيرة من الحمض النووي مستخلصة من الدرقة العظمية للكائن. واستعان الباحثون بتقنيات حديثة لالتقاط الميتوكوندريا من مجموعة من الملوثات البيئية وصلت إلى الحفرية على مر العصور». والميتوكوندريا (المتقدرات) هي أحد المكونات الداخلية الدقيقة للخلايا الحيوانية والنباتية المسؤولة عن توليد الطاقة الحرارية بالخلية من خلال إنزيمات لإتمام مختلف عمليات التنفس والتمثيل الغذائي من بناء وهدم.
وأشارت تقديرات الباحثين إلى أن أنسال هذه الكائنات نشأت منذ نحو 35 مليون سنة، وكان عمر أقدم حفرية للأرماديلو من البرازيل هو 58 مليون سنة. ويثور جدل بين العلماء عما إذا كان البشر هم المسؤولين عن فناء هذه الكائنات. وقال بوينار إنه يعتقد أن البشر لعبوا دوراً في ذلك، مشيراً إلى أن معظم الكائنات الثديية الضخمة في ذلك الوقت تعرضت لظروف قاسية، منها تغير المناخ مع انتهاء العصر الجليدي، فضلاً عن قيام الإنسان بصيدها.