الدمام - عبير الزهراني:

أكد مختصون، بأن موافقة مجلس الوزراء على ترتيبات تطوير وتشجيع الاستثمار في إنتاج الدواجن سيعمل على استقرار هذه الصناعة لتغطية الاستهلاك المحلي، لافتين النظر إلى أن مستثمري القطاع يواجهون ضغوطاً شديدة من الإغراق بالمنتجات المستوردة.

وكان مجلس الوزارء، قد أقر أول أمس عدداً من الترتيبات في شأن محضر اللجنة المشكّلة لدراسة تطوير قطاع إنتاج الدواجن في المملكة بصورة شاملة ووضع الخطط والإستراتيجيات قصيرة وطويلة المدى بما يعزز التموين للاستهلاك المحلي من المصادر المحلية والخارجية وزيادة الإنتاج، وأبرزها: قيام وزارة الزراعة بتشجيع الاستثمار في صناعة الدواجن عموماً, بما في ذلك عرض الفرص الاستثمارية المتاحة للاستفادة من مخلفات الدواجن الصلبة والسائلة على المستثمرين، تشجيع صغار منتجي الدواجن على التجمع في كيانات تساعدهم على الاستمرار والنمو مثل الجمعيات التعاونية، والاستمرار في اشتراط بُعد مواقع مشاريع الدواجن عن المدن والقرى والهجر والتجمعات والمخططات السكنية بمسافة لا تقل عن 10 كيلو مترات، بالإضافة إلى تشكيل لجنة في إمارات المناطق بعضوية عدد من الجهات ذات العلاقة تتولى اختيار المواقع الصالحة لإقامة مشاريع الدواجن، وفقاً للشروط والضوابط المنظمة لذلك.

وقال المتحدث الرسمي لوزارة الزراعة الدكتور خالد الفهيد لـ«الجزيرة»: قطاع الدواجن من القطاعات الحيوية الهامة ولها دور في تحقيق الأمن الغذائي كونه من القطاعات الاستثمارية الواعدة بالقطاع الزراعي والتي تتماشى مع التوجهات المرشدة لاستهلاك المياه، وتساهم في تحقيق التنمية الريفية، ومن هذا المنطلق تحرص الدولة على تشجيع الاستثمار بهذا المجال الذي لا يخلو من المشاكل الاقتصادية والفنية التي تواجه بعض المشاريع وبخاصة الصغيرة منها مما يتطلب دخولها في كيانات لتحقيق عائد استثماري مع خفض التكلفة الإنتاجية والتسويقية لمدخلات ومخرجات تلك المشاريع. وأوضح عضو مجلس إدارة صندوق التنمية الزراعية ورئيس جمعية منتجي الدواجن في عسير الدكتور عبد الله بن كدمان: القرار موفق وهام ودلالة على منهجية في التحول للأمن الغذائي والاقتصادي، ووزارة الزراعة تجتهد في تنفيذ إستراتيجية داعمة للتوجه الحكومي الشامل، ولكن المستثمرين يواجهون ضغوطاً شديدة من الإغراق بالمنتجات المستوردة أخرجت البعض من الصناعة وستكون أياماً صعبة على اقتصاديات الدواجن الوطنية إذا لم تتضافر جهود الوزارات ذات العلاقة بالقيام بخطة إنقاذ عاجلة. وقال عيد المعارك رئيس اللجنة الوطنية الزراعية في مجلس الغرف: قرار مجلس الوزراء بالموافقة على الترتيبات الخاصة لتشجيع الاستثمار في إنتاج وصناعة منتجات الدواجن سواء الصلب أو السائل يَصب في المصلحة العامة للوطن والمواطن سواء المستهلك أو المنتج، الأمر الذي يعزز استقرار هذه الصناعة لتغطية الاستهلاك المحلي، ومن ثم التصدير للأسواق الإقليمية والدولية نظراً للميزة النسبية التي تتوفر لهذا المنتج من نقاوة الأجواء واعتدال المناخ وتنوعه بين أقاليم المملكة المختلفة، كما أن هناك ميزة أخرى وهي أن الاستثمار بصناعة الدواجن لا يستهلك إلا القليل من المياه الأمر الذي يحافظ على التكوينات المائية من الاستنزاف.

وأضاف: أسواق استهلاك الدواجن ومنتجاتها واعده بالتطور محلياً وعالمياً، ونأمل أن يتوفر للمستثمرين التمويل المناسب من قبل صندوق التنمية الزراعية وكذلك تجاوز البيروقراطية التي يتحلى بها بعض منسوبي الإدارات الحكومية ذات العلاقة، كما يؤمل أن يكون تخصيص الأراضي لهذه المشاريع مناسباً من حيث توفر خدمات الطرق والكهرباء والماء.

وقال رئيس مجلس إدارة الجمعية الزراعية الدكتور إبراهيم عارف: يُعد قطاع الدواجن المحلي من أهم القطاعات الإنتاجية في مجال الأمن الغذائي، ومنذ فترة طويلة والقطاع الخاص هو المستثمر خصوصاً الدجاج اللاحم وإنتاج دجاج البيض. وتابع: الجديد هو وضع قوانين وضوابط تسهم وتحمي المستثمر من أي مشكلة تواجهه في هذا الجانب، وسيكون هناك تحالفات بين المنتجين لتعزيز وتنمية القطاع ليس بكثرة ما يعرض في السوق وإنما بالجودة المتميزة التي تسهم في استمرار المنتج بمواصفات عالمية، وسيكون الاستثمار بالتالي في إنتاج الدجاج اللاحم ودجاج بيض المائدة بالإضافة إلى إنتاج الأعلاف واللقاحات، والتخصص في إنشاءات بيوت التربية والإشراف والاستشارات في المجال. وأضاف: أصبح هناك فرصة استثمارية يديرها القطاع الخاص، بما يمكّنهم من استقطاب خريجي الكليات المتخصصة، وبالتالي سيتم فتح مجال لتوظيف الشباب السعودي في هذا القطاع.