إبراهيم بن جلال فضلون ">
عبارات تتكرر على أسماعنا، وتستحق أن نقف أمامها ونراجعها، قالوا: «إنهم لا يرغبون في الأعمال البسيطة».. وهناك من يقول «إنهم غير مؤهلين للعمل»، وهو عذر أسوأ من عذر!! عبارات يمتطيها البعض، ليُثير بها الغضب بيننا... والحل بيننا يقف هناك على شط أفكارنا بين «التوظيف والتوطين» كهدف استراتيجي وطني نتمناه.. ويحتاجُ إليه شبابنا ممن ينتظرون على الجانب الآخر في خطر وتهديد قد يعصف بسفينتنا!!.. فحينما يتعذر القطاع الخاص، مُعلناً أن أبناءنا غير مؤهلين!!.. يستوقفنا استفهام كبير.. هل ذلك هو رأي كل أصحاب ورجال الأعمال أم البعض منهم؟!!
في الحقيقة إنها فئة قليلة تحتاج إلى إعادة التفكير فيما يظنون.. فهم يبحثون عن عمالة رخيصة، -ولله الحمد- واقعنا وتاريخنا لا يُميز بين سعودي أو وافد!!.. ويُطالبون بزيادة ساعات العمل.. ليزداد حُنق شبابنا على حياتهم وأضاعهم في ظل ظروف قد تأخذهم وتأخذنا نحو عواصف الفكر المنحرف... حكومتنا الرشيدة تنفق أموالاً لا تُنفقه بلدان أخرى على أبنائها في التعليم والبرامج التدريبية والتأهيل والشهادات والابتعاث؛ ليستحقوا بعدها ملل الانتظار، فـ»كلنا وطن»...
علينا أن نتكاتف للوصول إلى حُلمنا المنشود «التوطين».. لمقدراتنا وعقولنا الوطنية!!.. مُستثمرين ما هيأتهُ لنا رؤية وقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-. وحكومته الرشيدة للخروج من تلك الأزمة التي تؤرق شريحة عريضة من شبابنا..
لا ننسى أو نتناسى أن تخفيض ساعات العمل له منافع كُبرى، مما يخلق اقتصاداً قوياً، مُتماسكاً وإنتاجاً يُحقق الرفاهية الاجتماعية.. ويُقلل من نسب البطالة.. ويزيد من فُرص التوطين.. ولا أدل هنا على زيادة الإنتاجية عند تخفيض ساعات العمل إلا دراسة أعدها مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني بالتعاون مع وزارة العمل، بل ونجاح تجاربها في عدد من الدول العالمية بينها ألمانيا وفرنسا.
ختاماً: أملنا أن يبادر رجال الأعمال بالتعاون في توظيف الأيدي السعودية والاهتمام بتأهيلهم، وفق احتياجات سوق العمل ورفع رواتبهم انطلاقًا من دورهم الوطني في تعزيز الأمن الاجتماعي، فلنقف على خط البداية الصحيح، فقد قال أجدادنا: «إذا أردتَ أن تزرع لسنة فازرع قمحاً، وإذا أردتَ أن تزرع لعشر سنوات فازرع شجرة، وإذا أردتَ أن تزرع لمائة سنة فازرع إنساناً».
- المستشار الإعلامي لمجموعة المعرفة النوعية