محمد بن فهد الحافي ">
القيادة السعودية الحكيمة كانت على مر الزمان ولا زالت أساس الأمن والحضارة والقوة والثقافة في العالم وقيادتنا الحكيمة تحظى بتقدير واحترام كبير وواسع في مختلف أنحاء العالم، لأن منهج القيادة السعودية هو العدل ونشر السلام والمساهمة في تطوير مجالات العالم.
التحالف الإسلامي العسكري المنطلق من التوجيه الرباني
[وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ] والتي تقوده قيادتنا الحكيمة لمحاربة الإرهاب والقضاء عليه وعلى من يُمول ويُجيّش هذه المنظمات الإرهابية المتطرفة في الشرق الأوسط وستكون آثاره الإيجابية على العالم أجمع وسيستفيد منه قادة العالم والذي يضم 35 دولة لمحاربة الإرهاب بقيادة المملكة العربية السعودية وتكون العاصمة الرياض مقراً رئيسياً للتحالف.
وقال ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان في مؤتمر صحفي إن التحالف سيتصدى لأي منظمة إرهابية وليس داعش فحسب وسنحسر المنظمات الإرهابية أياً كان نوعها وأن التحالف الإسلامي العسكري سينسق مع الدول المهمة في العالم والمنظمات الدولية وتأسيس مركز عمليات مشترك في الرياض وهذا مايؤكد للعالم أن القيادة السعودية لها دور واضح وملموس في قيادة العالم إلى السلام والقضاء الحقيقي على الإرهاب.
ومنذ السعودية الأولى ودولتنا وقاداتها تلعب دوراً هاماً في العالم في شتى مجالاته ومع توحيد دولتنا على يد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه تطور دور المملكة العربية السعودية في العالم وأصبحت ركيزة أساسية في العالم في محاور العالم كافة علمه من علمه وجهله من جهله.
ولو رجعنا إلى التاريخ لوجدنا تاريخا مشرفا لدولتنا وقيادتنا فالملك عبدالعزيز رحمه الله لم يُـوحد أي دولة فحسب بل وحد دولة شامخة بالإسلام وبحكامها الحُكماء وشعبها النبيل.
للمملكة العربية السعودية دور هام في نشر السلام وحفظ الحقوق ومساعدة محتاجي المساعدة فإذا نظرنا إلى المشاكل الطبيعية التي حدثت لبعض الدول على مر التاريخ نجد المملكة العربية السعودية أول من يمد أيدي المساعدة والعون للدول وشعوبها.
التوترات التي تشهدها المنطقة والتحديات كان لها الملك سلمان ملك الحزم وقائد العالم الحقيقي وهو رجل المرحلة التي يمر بها العالم. كان العالم ينظر إلى اليمن تُخطف وإلى سوريا تغرق بدماء أهلها ولم يحرك ساكناً .. فكان لها القائد الملك سلمان بالأمر بعاصفة الحزم لكي يسترد اليمن من الغاصبين المحتلين وتعود لليمنيين الأحرار.
استضافة الملك سلمان للمعارضة السورية المعتدلة في الرياض كان من حرصه على أن تكون الأمة العربية واحدة وقوية وقد اجتمع مع المعارضة قائلاً: أرجو لكم التوفيق إن شاء الله لما فيه خير سوريا، وما فيه خير لسوريا فيه خير للعرب ككل، ونأمل إن شاء الله أن تتوحد كلمة العرب في كلّ أقطاره».
وليس هذا فحسب بل حتى في الاعتداءات على الدول سواء كان عملاً إرهابياً أو اعتداء عسكرياً كما حصل في دولة الكويت الشقيقة التي استغاثت بالله أولاً ثم بـ قيادة دولتنا وشعبها والتي سارعت دولتنا بقيادة الملك فهد رحمه الله وأسكنه الجنة باستنكار الفعل الإجرامي ومن ثم أخذ التدابير العسكرية والسياسية لفك حصار دولة الكويت ونجحت قيادتنا بفك الحصار بفضل الله ثم بقيادة الملك فهد ومساعديه ورجاله الأبطال والدول المشاركة.
قضية تحرير فلسطين كانت في مقدمة القضايا التي حازت على اهتمام كبير جداً من قبل قيادتنا الحكيمة إذ كان الملك فيصل رحمه الله وأسكنه الجنة، خطب في عام 1963م على منبر الأمم المتحدة حيث ذكر أن الشيء الوحيد الذي بدد السلام في المنطقة العربية هو القضية الفلسطينية وبعد حرب الدول العربية مع إسرائيل في عام 1967م حضر الملك فيصل مؤتمر القمة العربية في الخرطوم وتعهد بتقديم معونات مالية سنوية حتى تزول آثار الحرب على مصر إذا دولتنا تعد من أهم الدول في العالم وتعد الرياض من عواصم العالم الهامة.
وبعد تولي الملك خالد الحكم بثلاثة أسابيع اندلعت الحرب الأهلية اللبنانية، وحاول حل هذه المشكلة ودعا إلى عقد قمة عربية مصغرة تبحث الموضوع اللبناني، وانتهى الأمور بقبول دخول قوات الردع العربية إلى لبنان.
وزراء الخارجية في أنحاء العالم ما زالوا يتعلمون فن تلك المهنة وإدراة سياسات بلادهم من وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل رحمه الله لأنه كان محل ثقة قيادتنا الحكيمة على مدى 40 عاماً وكان أهلا للثقة وبعد فضل الله ورحمته كان يحمي بلادنا والوطن العربي بفكره السياسي القوي ولو تكلمت بما قام به عميد السّياسيين العرب ودوره الواضح في ترسيخ مبدأ السلام في العالم لن تكفيه مقالات!
الإرهاب مرض خطير وأصبح يهدد جسد العالم واستقرار حياته ومكافحته المُجدية أصبحت هم العالم، والقيادة السعودية الحكيمة كانت من الأوائل الذين حاربوا هذا الفكر المتطرف ومعتنقيه ومؤيديه إذ يبرز دور الأمير نايف رحمه الله وأسكنه الجنة في وضع خطة إستراتيجية قوية يُحتذى بها في كشف مخططهم والسيطرة على منابع الإرهاب ومعتنقيه ومؤيديه ونالت هذه الخطة المُـجدية تقليد العالم لها.
وسأستشهد هنا ببعض من مقال الكاتب السياسي الكبير «جوزيف براودي» في مقاله المتميز الذي يحمل عنوان (دور القيادة السعودية في حسم الملفات الإقليمية والدولية المعلقة).
إن هناك مراكز أبحاث أمريكية تقول: ستلعب السعودية دورا مهما في 2016، سواء في توجيه العالم العربي صوب السلام أو مساعدة الولايات المتحدة على أن تحدد طريقها في المنطقة وهو الطريق الذي كانت قد ضلت عنه إلى حد بعيد.
وتقول مراكز أبحاث أميركية إنه بداية من الملف النووي الإيراني وتوسع طهران، وصولاً إلى التهديد الذي يمثله «داعش» والحرب في سوريا والصراع في اليمن والاضطرابات في ليبيا ومستقبل مصر والعديد من الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها المنطقة، ظهرت المملكة العربية السعودية كحجر زاوية في المنطقة، حيث تعمل على سد الفراغ الذي خلفته مصر في الأمن الإقليمي إثر انشغالها بقضاياها الداخلية، كما أنها عازمة على ردع من يقفون وراء التدهور والمتمثلين في «داعش» من جهة أو إيران من الجهة الأخرى.
فمن جهة كتب أحد كتاب الأعمدة البارزين في الولايات المتحدة والذي يكتب بصحيفة «نيويورك تايمز»، توماس فريدمان، مقالاً إيجابياً للغاية حول مستقبل السعودية في أعقاب زيارته للرياض التي أجرى خلالها حواراً حصرياً مع ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
ويعتقد فريدمان أن ولي ولي العهد محمد بن سلمان لديه القدرة على احتواء هذه الطاقة الشابة. ويصور فريدمان ولي ولي العهد بأنه رجل يعمل عن كثب مع أبيه ومع ولي العهد محمد بن نايف.