العروض عكست ثقافة وتراث ألمانيا.. وأكثر من 400 ألف زائر للجناح الألماني في الجنادرية ">
الجزيرة - المحليات:
اختتمت يوم الجمعة الماضي في الرياض فعاليات مهرجان الجنادرية للثقافة والتراث في دورته الثلاثين، وأسدل بذلك الستار على المشاركة الألمانية الاولى كضيف شرف في المهرجان الثقافي الأهم في المملكة العربية السعودية والمنطقة.
في هذا السياق أكّد السفير بوريس روغه مجددا على أن دعوة ألمانيا للمشاركة كدولة ضيف في المهرجان شرف خاصّ لألمانيا وأوضح قائلا: «لقد سعدنا بهذه الدعوة ومشاركة السعوديين في حدثهم الثقافي السنوي الأبرز، وهذا دليل على عمق العلاقات الثنائية بين البلدين. أشكر خادم الحرمين الشريفين على الدعوة، وقد سعدنا بزيارته للجناح الألماني يوم الافتتاح يرافقه وزير خارجيتنا شتاينماير ونظيره السعودي عادل الجبير». وتجدر الإشارة إلى أن وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير حضر إلى الرياض على رأس وفد رفيع المستوى في زيارة خصّصت أساسا للمشاركة في افتتاح المهرجان. وأضاف السفير روغه «أشكر صاحب السموّ الأمير متعب بن عبد الله ووزارة الحرس الوطني وإدارة مهرجان الجنادرية على حسن تعاونهم لإنجاح مشاركتنا. لقد عملنا كفريق واحد سواء خلال فترة التحضيرات أو خلال أيام المهرجان. أشكر الديوان الملكي على دعمه لنا وتعاونه معنا، وأشكركذلك الإعلام السعودي الذي أولى اهتماما خاصّا بالجناح الألماني وكانت التغطية الإعلامية لمشاركتنا متميزة». وقد حظيت المشاركة الألمانية كضيف شرف في مهرجان الجنادرية بتغطية خاصة كذلك في الإعلام الألماني.
كان الإقبال على الجناح الألماني جيدا جدا حيث قدّر عدد الزوار بأكثر من 40.0000 زائر، أي بمعدّل 15000 زائر يوميا للجناح ونفس العدد تقريبا بالنسبة لزوار المسرح الخارجي. كان البرنامج الثقافي ثريّا إذ تم تنظيم 80 عرضا أقامتهم 15 فرقة فنية ألمانية مختلفة. ومن الفرق المشاركة نذكر فرقة الموسيقى الفلكلورية «زفيربلديرن» وموسيقيين مثل «فان هورنز» و»ميلو ماروك» . وقد تجاوب الجمهور السعودي إيجابيا سواء مع العروض الفنية أو مع مكوّنات الجناح بشكل عام. وفي هذا السياق قال السفير روغه « لقد كان الجمهور السعودي مميزا ورائعا!» وأردف موجّها الكلمة لزوار الجناح « سعدنا بأن الجناح الألماني والفعاليات المبرمجة نالت إعجابكم! وسعدت شخصيا بتفاعلكم معنا على صفحات السفارة الألمانية على تويتر وفايسبوك. نحن نهتم بسماع آرائكم وملاحظاتكم، فالهدف من مشاركتنا في المهرجان يتجاوز مجرّد تقديم لمحة عن تاريخ وثقافة بلدنا، بل هو فرصة للنقاش وتبادل الآراء والأفكار، إن هدفنا هو تعميق التبادل الثقافي بين الشعبين السعودي والألماني». وكانت زيارة فرقة موسيقية تراثية سعودية من جناح مكة إلى الجناح الألماني مثالا للتبادل الثقافي بين الجانبين، حيث أدّت عرضا موسيقيا قصيرا نال إعجاب الحضور.
ولفت السفير روغه الانتباه إلى أن المشاركة الألمانية التي جاءت تحت شعار « ألمانيا بلد الأفكار- للابتكار تقاليد»، حيث بدأت وزارة الخارجية الألمانية مشروع الجناح الألماني جنبا إلى جنب مع مؤسسة «ألمانيا - بلد الأفكار» والمعهد الثقافي الألماني «معهد غوته» وأيضا مع الشركاء من القطاع الخاص الألماني وهم مجموعة إيرباص، ولاية بادن-فورتمبيرغ، شركت ديكتون السعودية المحدودة ديتاساد، دويتشه بنك، مجموعة دورش، هغّن كنخت، لوفتهانزا، لويرسن، أس أي بي، سيمنس، وفولكسفاغن التي ترعى أيضا عرض المتحف.
وتدعم هذا الحدث كل من المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي جي أي زد، شركة في-لاين، شركة أودي وشركة بورشه.
كما كانت أليانز السعودي الفرنسي شركة التأمين الرسمية للحدث وبرج رافال كيمبنسكي الشريك الرسمي للضيافة.
وفي الختام أوضح السفير روغه «كانت مشاركتنا كضيف شرف في مهرجان الجنادرية تجربة مميزة لنا، لقد تعرف الجمهور السعودي على جانب من تاريخنا وثقافتنا، وكذلك على الحلول المبتكرة التي تهتم شركات ألمانية رائدة بتطويرها لمواجهة التحديات المستقبلية. لقد اكتشف الزوار بأنفسهم بأن للابتكار فعلا تقاليد في ألمانيا. ومن جهة أخرى تعرفنا نحن على ثقافة وتراث السعودية، فقد مثل المهرجان فرصة لزيارة افتراضية لجميع أنحاء المملكة « وأضاف «عرضنا في الجناح الألماني صورة من معاهدة الصداقة السعودية الألمانية التي وقّعت سنة 1929م والتي تمثل جزءا مشتركا من تاريخ بلدينا وكانت نواة العلاقات الثنائية المتميزة التي تجمعنا في الوقت الحاضر، ومثلما كان الجناح الألماني بمثابة رحلة عبر الزمن انطلقت بنا من الماضي عبر الحاضر نحو المستقبل، نأمل أن تساهم هذه المشاركة في مزيد تعزيز العلاقات بين شعبينا وبلدينا في المستقبل. علينا مواصلة العمل سويّا لتجاوز التحديات والمتغيرات في جوّ من الحوار والتسامح والانفتاح على الآخر، وهو ما تمّ فعلا خلال مشاركتنا في مهرجان الجنادرية ومثّل العامل الرئيسي لنجاحنا».
وفي الوقت الذي اختتمت فيه فعاليات الجنادرية في دورته الثلاثين، يستمرّ في المتحف الوطني بالرياض معرض «عواصم الثقافة الإسلامية الأولى» التابع لمتحف الفن الإسلامي ببرلين، وكان صاحب السموّ الأمير سلطان بن سلمان والسفير بوريس روغه افتتحا معرض «عواصم الثقافة الإسلامية الأولى» في المتحف الوطني يوم 5 فبراير 2016م.