سميرة العمري ">
يدل تعبير القبعة السوداء من الوهلة الأولى على الرداء وقياسه في الملبس، لكن الحقيقة هي ترمز إلى مصطلح سلوكي يتقمصه بعض ممن نواجهه في حياتنا اليومية.
أُقرِّب لك المعنى: - كل شخص سلبي مُكثر للعوائق، ناقد متشائم حتى في أفضل الظروف، يُغذيك من إحباطه ومتوقع للفشل، هو صاحب نمط تفكير «القبعة السوداء».
لن تجد معي هُنا سوى التحذير من الإصغاء لهم أو الانجراف معهم، فليس للبقاء معهم إلا «هم وغم»، مكدرين لصفوك، يملكون منطق الانتقاد على كل تصرف أو حديث.
كم من موظف جديد يبدأ عمله بكل حماس ينتظر من يرشده على آليات المنظمة من زملاء عمله، إلا وأتى شخص أو شخصان يبدآن بتحذيره من المدير المتعالي صعب المزاج الذي لا يعجبه العجب وتحطيم آماله بمقولة «الله يعينك ما لقيت تتوظف إلا هنا»!.
كم من طالب مجتهد قدم على ابتعاث وبُشر بالقبول، ينتظر مباركة الجميع له، إلا وأتى أحدهم يكسر آماله بمقولة «ترى بترجع ولا بتلاقي وظيفة».
كم من أسرة سعيدة قررت شراء منزل، وبدأ الجميع اختيار الأثاث وتنسيق الديكور، وأبى أحدهم إلا أن يحبط معنويات رب الأسرة بأنه استعجل في قراره وكان يجب عليه الانتظار «لأن البيوت باقي بترخص وبيطيح العقار».
كم صادفنا من أشخاص ليس لهم هواية إلا الانتقاد والتشكيكك في قراراتك، شعارهم الدائم «نحنُ من يصنع لك العوائق».
احذروا من أصحاب هذا الفكر وحذّروا من تُحبون، وتذكروا قول رسولنا الكريم: «بشّروا ولا تنفّروا».