محمد بن عبدالله آل شملان ">
هي روح التضحية، وأصالة البسالة، وقناعات حب الوطن، وخارطة الفداء.. هذه الصور التي يتداولها التاريخ، ويتخطّفها الإعلام وتتناقلها الوكالات، ليست إلا فصلاً من فصول دولة قامت على الدفاع عن الوطن وعن الحق، وتواعدت على نصرة المظلوم، ونمت بالفضائل..
قواتنا المسلحة الباسلة وقفت بجميع أفرعها في ميادين الشرف والكرامة، دفاعاً عن الوطن والأمة، ضمن عمليتي «عاصفة الحزم» و»إعادة الأمل» في اليمن الشقيق.. وتمكنت من صد أي عدوان على تراب الوطن مهما كان حجمه.. ومهما كان نوعه، أشعل أفرادها الكلمة.. فلبَّوا النداء.. تحوّلوا إلى وهج يغشي عيون الطامعين.. وانسلَّوا سيوفاً تبتر اليد التي تمتد شبراً من أرض الوطن.. قدَّموا الدم وقوداً.. والروح فداء لراية التوحيد.. صفحة الصحراء التهبت تحت أقدامهم.. وشمسها تفجرت غضباً لفح وجوه من يبيُّت العداء.. وقفوا في كل شبر من أرض وطنهم (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه).. عاهدوه أن يحيلوا رمالها أكفاناً.. وصخورها شواهد للمعتدين.. وحلقت الصقور في سماء الوطن ترسل أحداقها القاسية.. ترصد كل الأرجاء.. وانتصبت المدافع.. أفواه براكين.. تنتظر اللحظة التي تحيل السماء والأرض إلى أتون يحرق الزيف.. ويضع كل شيء في نصابه.
كل هذه الصور كانت وما زالت امتدادًا لتاريخٍ تعنونت كل فصوله بأن الدفاع عن الحق وعن المبدأ حليفه النصر.. وأن العدوان مصيره الانكسار والهزيمة.
هي سيرة وطن وحّد أفراده على الدين، ومجتمعًا على حب المليك والوطن.
كل قارئٍ واعٍ بالتاريخ المجيد لهذه الدولة يدرك حقيقة دور قواتنا المسلحة الفاعل والحيوي خارج حدود الوطن من خلال المساهمة بقوة وشجاعة في الحفاظ على أمن الأمة وحمايتها من كل من تسوّل له نفسه النيل من أي دولة عربية تتعرض للظلم والتعدي على شرعيتها، وفي تحقيق أهداف سياسة الوطن الخارجية، خاصة المساهمة في حفظ الأمن والسلم والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي، كما أنها طرف فاعل في مواجهة مصادر التهديد التي تواجه أمن مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وأمن الجزيرة العربية بشكل عام.
إنها أكثر من صورة وأصدق من تعليق حينما تظّل سنّة متتابعة في قيادتنا منحت دائماً البيت العربي والإسلامي نموذج الأمس من أجل الغد الزاخر بكل الطموحات، والبيت السعودي قيمه ومبادئه التي تواصت بها قيادتنا عملاً فجاءت لنا صورًا شتى من زمن الفضائل التي لا تنتهي.
وقواتنا المسلحة في كل هذه التفاصيل، إنما تضرب صورة حية جاءت تاركة صوراً خالدة وانطباعات أجمل ورسائل واضحة، أتت ملهمة من شخصية تبعث الإلهام، أتت بفكر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- مفادها كما قال: «تدخلنا في اليمن لمواجهة ما تتعرّض له منطقتنا العربية من أطماع خارجية ترتكز في سعيها لتوسيع نفوذها وبسط هيمنتها على زعزعة أمن المنطقة واستقرارها، وزرع الفتن الطائفية، وتهيئة البيئة الخصبة للتطرف والإرهاب». والخطاب الأهم الذي وعاه جنود الوطن ودونوه على دفاتر شرفهم الوظيفي بفخر ومسؤولية:
«إن الوطن وشعبه، يقدر دوركم الرائد، الذي حطم همم أعوان الشيطان من الفئات الضالة، ولن ننسى أبدا شهداء الواجب الذين ضحوا بأرواحهم لحماية أمن وطنهم وأرضه وسيادته».
- مدير العلاقات العامة والإعلام بإدارة التعليم بمحافظة وادي الدواسر