منذ كان الإنسان يعيش في الكهوف استعمل هذا الإنسان وسائل الإعلام للاطلاع على الآخرين على ما يحدث في بيئته حيث كان يوصل المعلومة من شخص إلى آخر ثم عندما تعلم اللغة والكتابة أصبحت وسائل الإعلام هي الصوت والكتابة والأغنية والصورة ثم المسارح ثم بدأ العالم يشهد ثورة في وسائل الإعلام عند ظهور الراديو ولقد زاد عدد أجهزة الراديو في المدة من 1975 - 1985 بنسبة 52% بينما زادت أجهزة التلفزيون في نفس المدة بنسبة 91% وتختلف هذه النسبة في دول العالم الثالث حيث زادت أجهزة الراديو في العالم الثالث إلى الضعف بينما زادت أجهزة التلفزيون ثلاثة أضعاف وعلى سبيل المثال في الهند كان عدد أجهزة التلفزيون مليونا واحدا فقط عام 1980 ارتفع إلى 7ملايين عام 1985 ووصل إلى 35مليونا عام 1990 .
ولقد أوضحت الدراسات في دول العالم الثالث - حيث ترتفع نسبة الأمية أن التلفزيون يلعب الدور الأول في توصيل المعلومات البيئية إلى المواطنين ثم يعقبه الراديو ثم الجرائد في النهاية وفى دول العالم المتقدم حيث تقل الأمية تلعب أنجح بلدان العالم في مكافحة مرض الجفاف والسبب الرئيسي في ذلك هو التلفزيون الذي لعب دورا هاما في محو الأمية الثقافية البيئية للأمهات الأميات.
وفي العالم العربي على الرغم من أننا نملك محطات رسمية لرصد تلوث الهواء والماء والتربة ومعاهد تحلل الغذاء وتحتوى أرقاما على جانب خطير من المئولية والضرر بصحة المواطنين ورغم ذلك فإننا نواجه بنوع من التعتيم الإعلامي على البيئة لماذا لا تقوم أجهزة الإعلام المختلفة (من إذاعة وتلفزيون ومسرح وصحف ومجلات وكتب وكتاب) بدور إيجابي في نشر وعي البيئة بين المواطنين .
لماذا تحجب أجهزة الإعلام المعلومات الدقيقة حول الأخطار المحيطة بنا.
لماذا لا نتنبه إلى خطورة صيد الأسماك من البحيرات الفلانية لأنها ملوثة.
- عثمان أحمد