سميرة العمري ">
ما أن تُلتقط صورة لأحد الأشخاص في شرق آسيا، وهوا يُجسد أكمل الصور باراً بأحد والدية إلا وانهال الكثير من التعليقات والدعاء له على بره في والديه، حتى إنه بدأ التصميم عليها بالأبيات الشعرية، والأيات القرآنية.
أكثر الصور انتشاراً «الأولى» كانت لرجل آسيوي طبعاً يحمل والدته على ظهره في قطعة من القماش على وجهة علامات تقدم السن والفقر المُتعب، ومع هذا مازال باراً في أمه رغم كل الظروف، نعم جميل ما فعل وحقاً صورة مؤثرة لا نختلف..
الصورة «الآسيوية الثانية» لرجل يجعل من جسده كرسياً لأبيه في محطة للقطار في مشهد يصور معنى للإحسان.
الصورة المقابلة هنا في مجتمعنا السعودي، هي ما نراه كل يوم ولكن لا نريد أن نراه، ويُقابل بتجاهل من المجتمع. كم من الشباب السعودي نراهم مع آبائهم في ممرات المستشفيات يقومون بدفع عجلات الكرسي المتحرك لآبائهم، مؤجلين كل أعمالهم أو حتى محاضراتهم الجامعية من أجل صحة آبائهم.
كم من المرات رأينا الأبناء يقومون بإيقاف السيارة بالقرب من مدخل المسجد أو البنك أوالمجمع التجاري أوالمستشفى أوالمنزل أوالمطار...إلخ، بعدها يترجلون مسرعين لفتح باب السيارة لآبائهم ويمسك بيد إحدى والديه ويجعل كتفة عكازأ لهم حتى تلمس أرجلهم الأرض بكل أريحية، وبدون عناء عليهم.
هل تم تصوير هذا، هل تمت الإشادة بهم، هل تداولناها عبر الرسائل في الواتساب، بالطبع لا!
الحقيقة هنا لسنا أقل براً وإحساناً بإبائنا، الاختلاف فقط أنه بعض الشعوب الأخرى ليس لديها المال المتوفر لشراء وسائل الراحه لهم ولآبائهم ، بينما نحن هنا الحمدلله باستطاعتنا امتلاك الكرسي المتحرك ودفع عجلاتة في كل مكان أراد آباؤنا الذهاب إليه، لدينا السيارات ولم يتكلف آباؤنا عناء الانتظار والوقوف طويلاً في أماكن الخدمات العامة.
ليس دعوة لتصوير، بل حقاً أبنائنا مُحسنون بارون بآبائهم بوسائل الراحة.