يا بنتَ صنعاءَ حانَ العرسُ فاكتحلي
ولْتفرحِي بزفافِ النصرِ والأملِ
يا بنتَ صنعاءَ دُفُّ الحربِ تقرعُها
أرضُ الرياضِ بحزمِ الرأي والعملِ
فجاوبتْها زغاريدُ الفضا طرباً
تمايلتْ إثرَها الجنحانُ في عجلِ
فأمطرتْ فوقَ رأسِ الظلمِ غضبتَها
فعاشَ في صدمةٍ أبقتْهُ في شللِ
يا بنتَ صنعاءَ صوتُ الظلمِ أرّقَنَا
دويُّ قهركِ أذْكَى جَذْوةَ المقَلِ
فَسَلَّ سلمانُ سهماً من كِنانتِهِ
أعادَ ترتيبَ أوراقٍ بلا جَدَلِ
فزلزلَ الأرضَ تحتَ الغدرِ فاضطربتْ
بلادُ فارسَ من خَطْبٍ ومن جَلَلِ
سلمانُ حزمُكَ جيشٌ ساحقٌ بطلٌ
منذُ البدايةِ والجاني بِمُنعزَلِ
فأعلنَ: البحرُ والأجواءُ مغلقةٌ
وأصبحَ القاتلُ المأجورُ في وحلِ
سلمانُ حزمكَ غيثٌ هانئٌ غَدِقٌ
وحزمكَ اليومَ أضحى مَضْرِبَ المثلِ
كتبتَ في صفحةٍ بيضاءَ ناصعةٍ
أن الكرامةَ لا تَبقى مع الوجلِ
وأن حزمَ الفَتى أدْعَى لرفعتهِ
ما أفلحَ اليومَ مَنْ يخشى مِن الأجلِ
جدَّدْتَ سيرةَ أُسْدِ الغابِ مقتدياً
بنهجِ أحمدَ خيرِ الخلقِ والرسلِ
إذ جهّزَ الصحبُ جيشاً في صلابتهِ
كالصّخرِ مُتَّحدا في قمةِ الجبلِ
ذاتُ السلاسلِ تدميرٌ لقوتِهم
وماتَ رُسْتُمُهُمْ من طعنةِ البطلِ
والقادسيةُ تُنْهي الفرسَ قاطبةً
فمزّقَ اللهُ ملكاً غيرَ مُنْدَمِلِ
أحفادَ كسرى دروسُ الأمسِ حاضرةٌ
لن ترفعوا رايةً ذَلَّتْ ولم تزلِ
أحفادَ كسرى اتقوا حِلْماً إذا انفجرتْ
ألغامُه، آلَ ثوبُ الفرسِ للشُّعَلِ
يا جندنَا عن حياضِ الدينِ صولتُكم
بشائرُ النصرِ تلقي أجملَ الحُلَلِ
نصرٌ من اللهِ يعلي نورَ سنّتِنا
نورُ الهدايةِ منْجاةٌ من الزللِ
وهل يلامُ الفتى في حبِّ موطنهِ
يا عاذلاً هل نصرتَ الحقَّ بالعَذَلِ؟
نسطّرُ اليومَ تاريخاً ومنعطفاً
يُسجِّلُ المجدَ من يرقى إلى زُحلِ
من كان غايتُه تحصيلَ لقمتهِ
لن يبلغَ المجدَ حتماً خاطئُ السُّبُلِ
أرواحُنَا بكفوفِ العزِّ رابضةٌ
لن نكتفي بانتصارٍ غيرِ مُكتمِلِ
اللهُ غايتُنا، والحسمُ وجهتُنا
أوِ الشهادةُ خيرُ الزادِ والنزلِ
د. تركي بن خالد الظفيري - عضو هيئة التدريس بجامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز