مضايا.. التُّفاحُ المضرَّج..! ">
عيناك! ترتجفان الجوعُ مسّهما
فالذئب حولك راع ينهش الغنما
مضايا! كلمى، وأجساد مبعثرة
يفوح من فمها الذئب الذي اقتحما
مضايا! زنبقة قصوا ضفائرها
وقيدوا يدها، والروح، والقدما
ففي حدائقها التفاح ضّرجه
غدر الطغاة، وأفاك لها حكما
هوى على بردى أغصانه ذبلت
تبكي إباءً ويهمي دمعها شمما !!
عانقتها، وأنينُ الجرح يعصرني
والشوق يغلي على نار الهوى حمما
رشفت مقلتها حرَّى مقرّحةً
تفطَّرتْ حُرقاً واغرورقت ألما
قالت: أأترك بين العرب جائعة
ما عاد لي حُلُم يستمطرُ الحُلُما !!؟
جنكيز مرَّ وطاغي الشام يخنقني
وحزب إيران يرمي النار منتقما
الخاطفون صغاري من هنا قدموا
والقاتلون رجالي ما رعوا ذمما
السارقون حقولي من هنا نزلوا
والثاكلون نسائي مزقوا القيما
بالأمس سدُّوا على أرضي منافذها
وسمموا النهر والوديان، والرُّجما
واليوم ألقوا بأطنان قذائفهم
وجوعوا الأهل والأطفال، والنَّعما
ناديتُ في سُهب الوديان صائحةً
طال انتظاري، وجرحي غار واضطرما
صوتي أبحُّ، وأوتاري مقطعةً
والريحُ عصفٌ، وصوت خافت سقما
مضايا ! رُدي صهيل الخيل طار دمي
لن يوقف الظلم إلا الوقفة الصَّما
أْقسمتُ إن لم تعد للشام حُرمتُها
ويحتفى بردى بالنصر مبتسما
وأن تعود بنو مروان زاهيةً
خيولهم قد أزالوا الرجس والصَّنما
فلن أناجي بعد اليوم قافيتي
وأهجر الشعر والأوزان والقلما
مضايا !! والخيل من حولي محمحمةً
لغير عينيك يومُ النصر ما رسما
- خالد الخنين
k-alkhonin@hotmail.com
1437هـ - 2016