كان شابا يافعا اصيل الطبع يجمع كل مزايا الشباب والشيوخ، كان يتدفق حيوية ونشاطاً وخبرة وايماناً، لم يولد وفي فمه ملعقة من ذهب بل بدأ ببناء نفسه شيئا فشيئا فكر في الزواج وهو في مقتبل العمر لان الزواج للشباب هو الوقاية من مسالك ودروب الانحرافات، تزوج منذ شهرين فتاة في ريعان شبابها قضى معها اوقاتا سعيدة، كان بالنسبة لها ابا واخا وزوجا، أبا يرعى مصالحها واخا يحفظ لها جميلها وزوجا يقوم بالأعباء الواجبة على الزوج لو كنا نعرف ما يخبئه القدر لما جرى علينا القدر.
سافرت الزوجة إلى اهلها لم تكن تود ان تفارقه لم تكن تود ان تتركه وحيدا بل كان قلبها يقرا ما يسطره القدر رفضت بشدة السفر، ولكنه ألح عليها وألزمها، كيف لا يسمح لها أن تزور أهلها وهو يحمل بين جناباته قلبا رحيما واحساسا.
سافر معها إلى مدينة الدمام و تركها بين ظهراني أهلها وقفل راجعا إلى مدينة الرياض وكان كعادته مرحا دمث الاخلاق تنفجر الابتسامة من بين شفتيه ويسري منه تيار السعادة لمن حوله، ألف العمل مع أجهزة التلفونات واسلاكها وقصد شارع الناصرية ليقوم بتمديد اسلاك الهاتف وبينما وهو ينتزع يديه من بين اسلاك الهاتف اجتذبه تيار كهربائي غادر أودى بحياته فسقط صريعا على الأرض.
رحمك الله ياعبدالكريم عبدالعزيز المقيطيب وأدخلك فسيح جناته، ذهبت من الدنيا وتركت اثرا خالدا للتضحية والفداء.
- سعد عبدالرحمن الصالح