عبدالله بن حمد الحقيل ">
إن مشروع تنمية القرى التراثية الذي أطلقته الهيئة العليا للسياحة مشروع رائد سيكون موضع اهتمام ونجاح، فبلادنا تحفل بمواقع أثرية ومناطق تاريخية أكثر مما يمتلكه الكثير من الدول فهناك ما يقرب من خمسة آلاف موقع أثري في المملكة العربية السعودية، فبلادنا تحتوي على حضارات متنوعة وتاريخ حافل في خيبر وتيماء وتبوك ونجران واليمامة والفاو ومدائن صالح فما من مؤرخ أو أديب أو شاعر إلا وتغنى بالجزيرة العربية وشعراء الأندلس تذكروا نجداً في قصائدهم ومفاتنها وأوديتها ورمالها وجبالها ووهادها فلدينا مئات المواقع الأثرية في المدينة والفاو والجوف والدوادمي ووادي فاطمة والمنطقة الشرقية والقصيم وهناك المواد الأثرية الموجودة في المتاحف، فلدينا كنوز تاريخية ومكتسبات حضارية.
إن علينا أن نهتم بحضاراتنا وبآثارنا ومناطقنا التاريخية والسياحية وتقديمها بالصورة التي تستحقها وفي ذلك نقلة كبرى للسياحة الداخلية. مما يعزز التوجه نحو استقطاب السياح والزائرين من داخل المملكة وخارجها في ظل وجود هذه المواقع الآثارية والتاريخية وما تحفل به من المقتنيات والآثار إضافة إلى عمقها التاريخي مما يجعلها جاذبة ومغرية لهواة السياحة الثقافية مع الاهتمام بتنمية الصناعات اليدوية والحرفية التي اندثر اليوم عدد كبير منها، وقد شاهدنا في المدن السياحية في الخارج كيف تستهوي السياح تلك الحرف والصناعات اليدوية والاهتمام بها والإقبال على شرائها.
كل ذلك يدل على أصالة هذا الوطن وقدرة إنسانه على العطاء والإبداع.
وفي ذلك تعزيز لمصادر الدخل وتشغيل أعداد كبيرة من الشباب وتوفير الفرص الوظيفية في هذه الميادين إن علينا أن نسعى لمشاريع عمل سياحية ذات مردود اقتصادي جيد وتنمية القرى والمواقع الأثرية وأن نحرص على دعم السياحة الداخلية التي توفر فرصاً وظيفية للمواطن في كثير من دول العالم وزيادة الناتج المحلي وتنويع مصادر الدخل.
- عضو جمعية التاريخ والآثار بجامعات دول مجلس التعاون