عبد الرحمن بن محمد آل عاصي ">
لا نزال نسمع بحوادث الغدر والخيانة بين الفينة والأخرى في أرجاء بلادنا الغالية بلاد التوحيد والشريعة ومهد الإسلام، ولا تزيدها هذه الحوادث إلا تماسكاً وصموداً وثباتاً على مواقفها الثابتة من تحكيم الشريعة ونصرة المظلوم ودعم الأشقاء في كل مكان من العالم، ولن تثنيها هذه الحوادث الآثمة الفاجرة سواء ما وقع في الأحساء أو سيهات عن واجباتها العظيمة ودورها الريادي في العالم الإسلامي.
إن الخيانة والغدر ونقض العهود جاءت مذمومة بكل صورها وأشكالها في الشرع المطهر، قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ } وقال صلى الله عليه وسلم: ((يعقد لكل غادر يوم القيامة لواء يقال هذه غدرة فلان بن فلان))، حتى أنَّ أهل الجاهلية كانوا يستعيبون الغدر ونقض العهود والخيانة ويعدونها من الخسة والدناءة وطبائع الجبناء.
لقد جاء منهج السلف في فهمهم لنصوص الشريعة أمانة للمسلمين من الاضطراب والاختلاف فيما بينهم؛ فمن أساسات هذا المنهج العظيم: الرجوع إلى مصادر التلقي الأصيلة بفهم الرعيل الأول من الصحابة والتابعين، والتحذير من الفرقة والاختلاف، والتحذير من المفسدين، والسمع والطاعة لولاة الأمر في غير معصية الله، واحترام العهود والمواثيق، وغيرها من الدرر والكنوز التي يحملها هذا المنهج العظيم.
إلا أن وجه الإرهاب الكالح المظلم يأبى إلا أن يكون مضادا لهذا المنهج الجميل، فهو منهج قائم على القتل ونقض العهود والمواثيق وتضارب مصادر التلقي من خفافيش شبكة المعلومات إلى مجاهيل وسائل التواصل الاجتماعي وهلم وجرا...، ولا يرى السمع ولا الطاعة، ويعيش في جو ملوث يقوم على مدح رموزه والمبالغة في الثناء عليهم حتى يصدروا للمغرر بهم من الشباب ثم يكونون فريسة لهذا المنهج الخبيث.
تبت يد الإرهاب ما أغدره، وتبت يد أهله فلقد رمي الإسلام بهم وهم منه براء.
- رئيس مجلس إدارة المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد بعريعرة