الحقد الدفين أحد الأمراض الخطيرة المدمّرة للصف الإسلامي!! ">
الأحساء - خاص بـ«الجزيرة»:
أكّد الدكتور سليمان بن صالح القرعاوي أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الملك فيصل بالأحساء، أنّ الأخلاق المذمومة تقف سداً منيعاً في طريق التواصل والترابط بين أفراد المجتمع المسلم حرمها الإسلام، والحقد الدفين أحد تلك الأمراض الخطيرة المدمّرة للصّف الإسلامي؛ لأن حقيقته: اختزان العداوة، وحبس الغضب في القلب حتى تسنح فرصة للانتقام من المحقود عليه، فالنفوس الضعيفة الفاشلة والشريرة وَكْرٌ له؛ لأنه مركب نقص أسود خطير، يبدأ من تصادم وجود الطاقات وافتقاد الإمكانات، لذا يحسد كل ذي نعمة، ويزداد نمواً سلبياً بالغضب المتأجج على كل من تميّز عليه بأي نعمة من النعم، وينسى التوزيع الرباني المتوازن بين عباده، ولا يعبأ به، لأن طاقات النفوس الشريرة الفاشلة تصبو إلى ذروة القمم، ولا ترضى بأدنى من ذلك، وبدون بذل، والحاقد لا يقف غضبه وحنقه عند حسد أهل النعم فحسب، وإنما على الأبرياء أيضاً، لأنه يسوء فهمه للرجال والمواقف.
واستطرد دكتور القرعاوي قائلاً: إن الغضب إذا لم يفرغ ينعقد حقداً دفيناً يتحرق على الانتقام بين الحين والآخر، بمسوّغ أو بدون مسوّغ، لتهدأ جمرته، بل يسعى جاهداً إلى تشويه الحقائق بأسلوب أو بآخر للتنفيس عن سعيره، وهذا الخلق للأسف أصبح حال كثير في عالمنا المعاصر، مما أدى إلى تشويه الحقائق وتمزيق الصفوف، وهو ما يستوجب أن نعود إلى رياض الإيمان، وربيع الفضيلة، كي نقيّم الناس والمواقف تقييماً صحيحاً، ونفهم الأمور فهماً دقيقاً، ونرضى بالتوزيع الرباني العادل للنعم بين عباده، فكم من ذي نعمة في الظاهر مبتلى بكثير من النقم التي تعافى منها أصحاب الحقد، فعلى الحاقد أن يعود إلى إيمانه بربّه، ويحاسب نفسه، ويزن الأمور بمكيال دقيق؛ كي تهدأ نفسه بعد ذلك، ويحمل قلبه الخير لنفسه وللآخرين، مشيراً إلى أنّ الله -عز وجل- جعل دين الإسلام منهجاً عالمياً، يلبّي حاجة البشرية جمعاء، دينياً ومنهجياً.
ومن أهم مقاصده وأهدافه: الحرص على تماسك الأسرة والمجتمع والأمة؛ ليؤدّي هذا التماسك بدوره إلى النمو والازدهار المطرد، وانطلاقاً من ذلك أوجب الإسلام كل قول أو فعل أو خلق ينسج خيوط هذا التماسك، ويؤكّده ويصقله، وحرّم كل ما يحول دون ذلك تحريماً قطعياً.