زوج العاملة ">
عاش معظم حياته انطوائيا لا يصارح أحدا بما في داخله، مر من عمره قرابة 37 عاما لم يتزوج.. فهو لا يستمع لأحد ولا يقبل نصحا من أي إنسان، فبالرغم من عيشه مع والدته وأشقائه بعد وفاة والده الذي كان سببا في دلاله وتمرده على والدته وإخوته وعلى من حوله من مجتمع.
فرغم أنه الكبير بينهم بعد أخته المتزوجة التي كانت أكبر منه ورغم مساعي والدته لتزويجه إلا أنه كان يرفض والسبب هو دلال والده له ومنحه في حياته النقود لكي يسافر متى ما أراد حيث كان يسافر في العام مرتين أو ثلاث مرات، وهو لا يزال على خلاف دائم مع كافة أهل البيت بما فيهم والدته!!
ورغم أنه كان موظفا في إحدى الأمانات إلا أنه كان متلاعبا وغير منتظم حيث كان يسافر خارج المملكة بالأشهر فكان المسؤول يتستر عليه في غيابه فكان هناك في حياته سر دفين لم يشعر به أحد، لكن الأيام تكفلت بكشف الحقائق فقد كان على علاقة بخادمة منزلية تعمل لديهم والتي كانت ذكية جدا فقد شعرت بانطوائه وتدهور العلاقة بينه وبين أهله بما فيهم والدته..
فقد فكرت تلك العاملة تفكيرا شيطانيا جعلها تسيطر عليه وتسير الأمور لصالحها وتمنحه كل شيء لم يكن أهل البيت يدركون سر كثرة سفره لتلك الدولة التي اشتهرت باستقدام العاملات والسائقين والعمال منها،
فقد صار في كل فترة يجهز الحقائب والهدايا ويسافر غير مبال بأحد، إلى أن جاء يوم وفجر القنبلة المدوية التي هزت أركان البيت عندما تفاجأ الجميع بوجود عاملتهم المنزلية السابقة في المنزل؛ وأنها أصبحت زوجة لهذا الابن المغشوش.. فقد استطاعت بمكر ودهاء أن تستحوذ عليه وتتحول هي من خادمة منزلية إلى امرأة من أفراد الأسرة وسط استغراب والدته وحسرتها على ما حدث لابنها الذي لم يعط لها أي اعتبار أو أشعرها بما هو مقدم عليه، وهي التي يعيش من خيرها وفي بيتها.
فقد قرر الشاب الهروب من الموقف أن يستأجر شقه للعروس الجديدة بعد أن وجد عدم الرضى والرفض من الأسرة فهرب من نظراتهم رغم انه شبه مفلس وليس لديه إلا راتبه الذي صرف ما جمع منه طوال عمله على الزواج وشراء منزل للخادمة في بلدها.. إلا أن المصائب باتت تلاحقه، فسرعان ما طرده صاحب الشقة لعدم دفعه الأجرة.
فما كان منه إلا أن عاد إلى أمه، نبع الحنان، ليتودد إليها عساها أن تقبل سكنه معهم، فما كان من أمه إلا أن قبلت على مضض، يا ليته قابل الإحسان بالإحسان إلا أنه لم يزل مكابرا معاندا لا يسمع منها أي رأي، بل إنها لا تسمع منه إلا الكلمات الجارحة والوقوف مع الزوجة العاملة ضد والدته وإخوته.
- محمد بن عبدالعزيز اليحيا - الدلم 1437هـ
Mhd1999@hotmail.com