حزني البعيد ">
شمسُ الأسى طلعتْ من وجهك الصاحي
زهرُ الصبيحةِ في أغصان تُفاحِ
سرّحتِ شعْركِ مثل الرّيحِ فاشتعَلَتْ
روحُ الحفيفِ وهاجتْ كلُّ أقماحي
كأنّ قطرةَ دمعٍ في ترقرقها
على الخدود تضيءُ ليلَ أفراحي
يشتاقُكِ النهرُ يا غدرانَهُ السكرى
ويا عبيراً يفوحُ بدربِهِ الضاحي
يا ترعةَ الدمعِ في أفياءِ رابيةٍ
هل تترعين الأسى من ماءِ أقداحي
أَ يَسرحُ الحقلُ منداحاً بأغنيةٍ
ويغفو الزرعُ مرتاحاً إلى الواحِ
لا نَجْدُ نائمةٌ في ليلِ وحدتِها
ولا ينامُ بهذا الليلِ مصباحي
تغيبُ في آخرِ البيداء موحشةً
شمسُ المغيبِ ويبقى صوتُ نوّاح
لو كان حزني كهذا الغيم مسراهُ
لنمتُ كالطير وما في الدوح من صاحِ
لا تسألي الريح عن حزني وعن شجني
تأتيكِ حيناً وتنأى عنك أتراحي
يا ليتني طائرٌ في بيتكِ العالي
حزني بعيدُ وخلفَ البابِ مفتاحي
- طامي دغيلب