كُتب السيرة من أجمل الكُتب.. وجمالها يكمن في إطلاع القارئ على حقبة زمنية سابقة للعصر الذي يعيشه.. وتقدم له صور من حياة المجتمع لم يعرفها.. وتكشف له كيف انتقل المجتمع من حال إلى حال.
وهذا الكتاب «من ذاكرة الحياة» تأليف أ. صالح بن عبدالله الحمد يتضمن الكثير من المعلومات التي أوردها المؤلف.
وجاء في مقدمته: لقد كان الحرص على القيام بالأعمال الجليلة الجيدة من قبل الآباء والأجداد ومن تبعهم في ذلك الزمن هو اهتمام بخدمة ومصلحة الدين ثم الوطن، لاسيما ما كان من أعمال ووظائف كانت تمارس في ذلك الوقت، وتمارس في هذا الزمن الحالي والتي للأسف يوجد بينها اختلافات كثيرة، فلقد اختفى جزء من الإخلاص والاهتمام بالمسؤولية والعمل، بل والقيام بالأمانة المناطة لكل شخص فيقوم بعمله على أكمل وجه بالرغم من عدم توفر الامكانات في ذلك الزمن وعدم توفر المواصلات والتقنية الحالية.
الكتاب جاء في 286 صفحة من الحجم الكبير وصدر عن مكتبة التوبة وتضمن مجموعة من الصور التي التقطت في أعوام مختلفة.
ويقول المؤلف: البيئة الأولى التي عشت فيها منذ الولادة هي بيئة المزرعة والرعي حيث كنت في الاول أعيش في مزرعة الجد بالحيطان على نطاق ضيف نظراً لصغر سني كثيراً، وتوسع العمل بانتقالي لمزرعة الجد بالطرغشة وزاد سني قليلا حيث تطورت خبراتي في الزراعة والسقي والرعي وأصبحت أزاول هذه المهن جيداً باتقان تام، بل وأصبحت أتقن التفاهم تماماً مع الحيوانات، بل قد لا تصدقون أنني في تلك الفترة صارت لي خبرة كبيرة في التعامل مع الحيوان، بل إن بعضها تجد عنده العاطفة كما عند الإنسان، وقد لا تصدقون أيضاً أن بعض الماعز حينما أنام في المرعى تأتي بجانبي وتنمنم بلغة الغنم كي تنام هي الأخرى، وإذا ما استيقظت وجدت بجانبي عدداً كبيراً من هذه الأغنام منتظرة صحوتي من النوم.