شحادة أبو بقر ">
لا تملك دولة ذات خصوصيات كثيرة كالمملكة العربية السعودية الشقيقة, أن تتخذ سياسات مواربة إزاء أحداث مصيرية كبرى تشهدها المنطقة العربية والشرق الأوسط برمته، ففيها مكة المكرمة والمدينة المنورة، وفي ذلك خصوصية عظمى ترتبط بها قلوب ومشاعر مئات الملايين من البشر في مشارق الأرض ومغاربها، وفيه أيضاً التزام سياسي وإنساني وأخلاقي يملي على الدولة السعودية أعباء كبيرة داخلياً وخارجياً، وهي أعباء نهضت بها السعودية بكفاية حتى الآن.
مشكلة بعض العرب الذين ينتقدون السياسات الخارجية السعودية الراهنة، أنهم ينقسمون إلى ثلاثة أصناف من البشر، الأول يدرك الحقيقة أعلاه ويتجاهلها عن عمد إما لأنه حاسد حاقد هكذا وبلا مبرر منطقياً وجيهاً، والثاني يدرك تلك الحقيقة وهو منحاز طائفياً للطرف الآخر والمخطط المعادي، والثالث ينقصه الذكاء الذي يؤهله لإدراك الحقيقة إياها وبالتالي فهو متأثر بالإعلام الموجه المعادي للسعودية وللعرب بعامه.
بين ثنايا هذا الحال لا تتردد السعودية الجديدة إن جاز التعبير، في اتخاذ سياسات صريحة واضحة يلازمها فعل واضح صريح كذلك، فهي ضد المخطط الساعي لاجتياح الشرق العربي كله وليس السعودية وحدها، وهي تمارس هكذا سياسة بفعل مباشر وصريح على الأرض، فالمطلوب هو خروج إيران من كل أرض العرب، والكف نهائياً عن التدخل في الشؤون العربية وإلا فنحن في المواجهة حتى يتحقق ذلك.
وفي السياق ذاته، ترفض السعودية صراحة وبلا تراجع, استمرار الأسد في حكم سورية الشقيقة وتواصل العمل المباشر على هذا الأساس, وهي تحارب في اليمن دعماً للحكومة الشرعية في مواجهة المشروع المعادي وضد تمرد الحوثي وصالح، وهي ضد التقسيم الطائفي في العراق ومع حقوق العراقيين السنة في وطنهم العراق، وهي ضد التدخل الإيراني في البحرين ولبنان ولا يضيرها أن تتدخل مباشرة لصد هذا التدخل، وهي قبل هذا وذاك مدافع عنيد عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ضد كل متطاول عليها طائفياً وسوى ذلك.
ذلك هو النهج السياسي الإستراتيجي السعودي الراهن، وهو نهج لا يملك عربي حر صادق في ذاته ذرة من عروبة رفضه أو مخاصمته، وأنبل ما فيه، هو أنه واضح وفوق رؤوس الأشهاد، وخصوصاً أن تطورات ما سُمي ظلماً بالربيع العربي الذي اختطفه آخرون.
لم تعد تسمح نهائياً بغير الوضوح في التصدي للمخططات والمشروعات المعادية التي تستهدف العرب ووجودهم الرسمي كدول بلا استثناء لأحد، وبالذات الشرق العربي ابتداءً.
طبيعي في ظل هذا الواقع، أن تواجه السعودية مصاعب جمّة وتحديات كبرى، لكنها ستنتصر بإذن الله إذ اختارت المواجهة الصريحة ضد المخطط المعادي للعرب ولعقيدتهم وسنة نبيهم الكريم، والساعي ببؤس للهيمنة على الشرق العربي كله.
باختصار، من يقف إلى جانب السعودية اليوم، ينتصر لمكة المكرمة والمدينة المنورة، ثم لكرامة العرب وحقهم في السيادة على أوطانهم وقرارهم، والله من وراء القصد.
- كاتب أردني