«المخدرات الرقمية» من أخطر الجرائم التي تواجه العالم لاستهدافها شريحة الشباب ">
الجزيرة - علي بلال:
أكد معالي الدكتور جمعان رشيد بن رقوش رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، أن المخدرات الرقمية تُعد إحدى أخطر الجرائم التي تواجه العالم، وذلك لاستهدافها شريحة الشباب الأمر الذي دفع المجتمع الدولي لمحاربتها بكل أشكالها على كافة الأصعدة والبحث عن أنجع الأساليب التي تسهم في مكافحتها، كما تأتي الندوة استكمالاً لجهود جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية التي بذلتها للتصدي لظاهرة المخدرات من خلال ندواتها ودوراتها ورسائلها العلمية وبحوثها.
وقال الدكتور ابن رقوش في كلمته التي ألقاها أمس خلال افتتاح أعمال ندوة «المخدرات الرقمية وتأثيرها على الشباب العربي» التي ينظمها مركز الدراسات والبحوث، وذلك بمقر جامعة نايف بالرياض، إن تنظيم هذه الندوة يأتي انطلاقاً من مسئولية الجامعة في استشراف المستجدات التي تهدد أمن المجتمعات العربية خصوصاً في مجال مكافحة المخدرات، معرباً عن أمله في أن تحقق الندوة التي استقطب لها نخبة من المختصين في الوطن العربي أهدافها بالوصول إلى توصيات تؤدي إلى صياغة رؤية علمية تسهم بفعالية في كشف حقيقة موضوع المخدرات الرقمية الذي احتل حيزاً من مداولات المجتمعات العربية، ولا ندرك يقيناً مصداقيته وهل نحن بالفعل أمام معضلة أفرزتها التقنية الحديثة أم هو مجرد أوهام مرعبة ترددها وسائل الإعلام، وأن تكون الأوراق العلمية المقدمة في الندوة إضافة جديدة ومتميزة تثري الجهود المبذولة في هذا المجال تحقيقاً للأمن بمفهومه الشامل وتحقيقاً لتطلعات أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب.
واختتم الدكتور ابن رقوش كلمته برفع الشكر لحكومة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد - يحفظهم الله جميعاً - على ما يولونه من رعاية واهتمام ودعم لا محدود لهذا الصرح العلمي العربي حتى أضحى منارة للعلوم الأمنية عربياً ودولياً.
من جانبه استعرض الدكتور عبد الحفيظ مقدم عميد مركز الدراسات والبحوث بالجامعة أهداف الندوة ومحاورها موضحاً أن البحث العلمي لم يحسم أمر المخدرات الرقمية ولم يجد دليلاً على خطورتها، الأمر الذي يستدعي ضرورة دراسة حقيقة هذا المفهوم ومدى صحته وهل يُشكّل خطراً فعلياً، وهل يصح إطلاق اسم المخدرات عليه، مؤكداً أن هذه الندوة سوف تسعى للإجابة على هذه الأسئلة ومحاولة الكشف عن حقيقة هذا المفهوم.
وستناقش الندوة أوراقها العلمية من خلال عدد من المحاور هي واقع المخدرات الرقمية في المنطقة العربية: ويشمل المفهوم والنشأة ودرجة الانتشار ومصادر المخدرات الرقمية ووسائل نفاذها، والشبكات الإجرامية المتخصصة بالمخدرات الرقمية، أما المحور الثاني فهو عن أخطار المخدرات الرقمية وتداعياتها على المجتمعات العربية: ويشمل الأخطار الصحية والذهنية، والنفسية، والسلوكية والاجتماعية والاقتصادية ويتناول المحور الثالث: الآليات الوقائية من المخدرات الرقمية: من خلال دور الأسرة، دور المؤسسات التعليمية، دور المسجد، دور المؤسسات الأمنية، دور المؤسسات الإعلامية، دور المؤسسات التشريعية. فيما يتناول المحور الرابع: تجارب عربية ودولية ناجحة في مكافحة المخدرات الرقمية، والخامس: الآليات القانونية والتنظيمية والتقنية لمواجهة المخدرات الرقمية، والسادس: الخطط المقترحة للوقاية من المخدرات الرقمية: في المجال الأمني والتأهيل والتوعية.
وناقشت الندوة في جلساتها أمس أوراق عمل عن «الآثار النفسية والاجتماعية للمخدرات الرقمية ودور مؤسسات الضبط الاجتماعي» قدمها الدكتور عبد الله عويدات، وورقة «المخدرات الرقمية بين الحقيقة والتضليل الإعلامي» قدمها الدكتور عبد الرحمن عسيري، وورقة «طبيعة المخدرات الرقمية» قدمها الدكتور أحسن مبارك طالب، وورقة «إدمان المخدرات الرقمية عبر الإنترنت وتأثيرها على الشباب العربي» قدمها الدكتور محمد مرسي محمد، وورقة «التحديات التي تواجه الأسرة في الوقاية من المخدرات الرقمية» قدمتها الدكتور وجدان تيجاني الصديق، وورقة «أخطار المخدرات الرقمية وتداعياتها على المجتمعات العربية من الناحية النفسية والسلوكية» قدمتها الدكتور هدى توفيق وورقة «المخدرات الرقمية: مقاربة للفهم» قدمها الدكتور خالد كاظم أبو الدوح. وستناقش الندوة على مدار الأيام القادمة موضوعات عن «إدمان المخدرات الرقمية حقيقة أم خيال» و»المخدرات الرقمية بين الوعي والوقاية» و»أنتروبولوجيا التصدي للمشكلات الرقمية لدى الشباب العربي: المخدرات الرقمية أنموذجاً» و»الخطط المقترحة للوقاية من المخدرات الرقمية في المجال التربوي» و»اضطراب المصطلحات والمسميات في تعريف المخدرات» و»موقف الشريعة الإسلامية من المخدرات الرقمية».
الجدير بالذكر أن الندوة تسعى إلى تحقيق جملة من الأهداف من أهمها: الكشف عن واقع المخدرات الرقمية في المنطقة العربية والتعرف على التجارب الدولية والعربية الناجحة في هذا المجال.
يُشار إلى أن جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية ناقشت في مجال مكافحة المخدرات 120 رسالة علمية «ماجستير ودكتوراه» ونفذت 115 دورة تدريبية و 25 حلقة علمية و 29 دورة تطبيقية، و35 ندوة علمية، و37 محاضرة و17 دراسة علمية، و54 إصداراً علمياً، و46 مقالاً علمياً بالمجلة العربية للدراسات الأمنية والتدريب وأكثر من 600 مادة إعلامية في مجلة الأمن والحياة.