مدارات - خاص:
من نعم الله على عباده أن وهبهم العقول التي يميزون بها بين النافع والضار و فرصة الاختيار بين الخطأ والصواب وفرقهم بالعقول عن سائر المخلوقات لذا جعل سبحانه الحساب للعبد على ماكسب وما اكتسب من الخير والشر.
وقد قيل: (أشد الفاقة عدم العقل)
ولان العقل ميزان الحياة الذي يقيس به العقلا افعالهم واقوالهم ومايدور حولهم فقد يرون ما لايراه كثير من الناس ويتألمون لذا فقد قال المتنبي:
ذو العَقلِ يَشقَى في النّعيمِ بعَقْلِهِ
وَأخو الجَهالَةِ في الشّقاوَةِ يَنعَمُ
ولأن العقل حلية وشرف يرتقي به العاقل قال المتنبي أيضا:
لولا العقول لكان أدنى ضيغم
أدنى إلى شرف من الإنسان
وحين قال ابن دريد:
وأفضل قسم الله للمرء عقله
فليس من الخيرات شيء يقاربه
فزين الفتى في الناس صحة عقله
وإن كان محظورا عليه مكاسبه
ويزري به في الناس قلة عقله
وإن كرمت أعراقه ومناسبه
إذا أكمل الرحمن للمرء عقله
فقد كملت أخلاقه ومآربه
فإنه يدرك الكنز الذي يمتلكه الإنسان الذي مُنح عقلا راجحا يتميز به عن سواه ،ولأن العبرة في الناس رجاحة عقولهم لا أملاكهم
قال فيصل الرياحي:
أشهد إن المشيخة تفضح العقل الصغير
وترفع اللي ربه أكمل له العقل وهداه
إلى أن قال:
موقف الرجال يعرف غني ولا فقير
الغنى والله غنى العقل كان الله عطاه
والغِنى بالمال يفنى ولافالمال خير
لوكنوزه تازن طويق وجبال السراه
ولايبتعد علي الضوي عن الرياحي حين قال:
واليا لبست العقل لو مالبست العقال
عقلك ستر والمظاهر ماتفيد السفيه
وإياك إياك ثم إياك ذل السؤال
وإن هنت لا ما تفيدك ليه لو قلت ليه
واحذر دروب الحرام إن ضاق درب الحلال
اصبر والانسان رزقه لو تأخر يجيه
ولكن العقل في حالات كالحب وخيال الشاعر لايجدي كما في حال كحال فهد المساعد حيث يقول:
من يعرفك ما يدل العقل رايه
يا شروق العمر مدري يا غروبي
أذكر انك كنت لي مثل الهواية
لو تروح ولو تجي يبقى شحوبي
بس ما ادري كيف صرت اليوم غاية
وصرت أجي وأروح ما ادري عن دروبي
وحين يُسلب عقل الإنسان بالحب يتألم أن يكون الجزاء الهجر والصدود كما في أبيات ضيدان المريخي:
ياطول ركضي وراك وياكثر صدك
ماكنك اللي سلبت العقل ياكافي
محلك القلب كان ان الغلا شدك
من غفلة الشوق صح النوم ياغافي
اخر علومك يقولون الجفا حدك
وشلون دليت درب الوصل ياجافي