«السياحة» تنظم 5 ورش تعريفية بمشروع المسارات السياحية ">
الجزيرة - عبدالله الفهيد:
في إطار خطتها الرامية إلى تفعيل مبادرتها بجعل عدد من مناطق المملكة وجهات سياحية طوال العام، تنظم الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ممثلة في المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية (تكامل) بالتعاون مع إدارة المسارات السياحية وفروع الهيئة في عدد من مناطق المملكة، عددا من ورش العمل التعريفية بمشروع المسارات السياحية في مناطق المملكة المختلفة.
وأوضح ناصر النشمي مدير عام المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية السياحية «تكامل» في الهيئة بأن هذه الورش التدريبية تهدف إلى إظهار أهمية المسارات السياحة وضرورتها للترويج السياحي، إلى جانب معرفة كيفية صنع منتج سياحي وتطوير مناطق ذات جاذبية سياحية تثري تجربة الزائر.
وأشار النشمي أن المسارات السياحية تعتمد على الاحتكاك المباشر مع المجتمعات المحلية، مع قدرتها الأكيدة على توفير فرص عمل جديدة لأفراد المجتمع وزيادة في الدخل وتطوير في البنية التحتية الأمر الذي ينعكس إيجاباً على المجتمعات المحلية والعمل السياحي بشكل عام.
وأضاف: «نسعى إلى تقديم منتج سياحي ومواقع جديدة غير تلك التي اعتادت عليه المجموعات السياحية بهدف إطالة مدة إقامة السائح وبالتالي رفع مستوى الإنفاق لديه، بالإضافة إلى تشجيع المواطن السعودي على ارتياد مواقع وأنماط جديدة من السياحة في المملكة وخصوصا تلك التي تناسب العائلات وطلبة المدارس والجامعات، وزيادة الدخول وفرص العمل للمجتمعات المحلية ورفع مستوى الوعي السياحي لديها وبالتالي تدريبها وزيادة قدرتها على تقديم منتجهم السياحي».
وأوضح النشمي أن مركز تكامل اعتمد خطة زمنية لتنفيذ خمس ورش تدريبية متكاملة للتعريف بالمسارات السياحية في مناطق المملكة خلال هذا العام، تستغرق كل دورة ثلاثة أيام، فهناك ورشتان عن المسار الصحراوي أقيمت الأولى في الرياض والثانية ستقام في تبوك، إضافة إلى ورشة مخصصة للمسار الجبلي نفذها المركز في منطقة عسير، بجانب ورشتان للمسار البحري أقيمت الأولى في المنطقة الشرقية والأخرى ستقام في جدة».
وعن ما تم تنفيذه من ورش قال مدير عام مركز تكامل أن الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني عقدت أولى ورش العمل التعريفية بمشروع المسارات السياحية في الرياض حول المسار الصحراوي، بمشاركة أكثر من 35 من رؤساء البلديات ونوابهم ومستثمرين في مناطق الرياض ونجران والقصيم تضمنت زيارة للدرعية وقرية أشيقر، بهدف تعريفهم بالمسارات السياحية وآلية تطويرها.
وأقيمت الثانية في أبها عن المسار الجبلي وضمت مناطق عسير والباحة والطائف ونجران وجازان، بمشاركة ما يزيد عن 50 مشاركا من تلك المناطق ومنظمي الرحلات والمرشدين السياحيين، وتضمنت زيارات ميدانية لقريتي المفتاحة ورجال ألمع.
فيما خصصت الورشة الثالثة للمسار البحري وأقيمت في الدمام، بمشاركة 33 مشارك من الخبر والجبيل والخفجي والأحساء والبطحاء وسلوى ، واشتملت على زيارات ميدانية وتدريب عملي للمشاركين من الجهات الحكومية والخاصة من شركاء الهيئة في منطقة المسار.
أما الورشة الرابعة فتتطرق إلى المسار التاريخي والبحري وتقام في جدة وتشارك فيها تبوك والمدينة المنورة وجدة وعسير وجازان. وتتناول الورشة الخامسة المسار الصحراوي وتقام في تبوك بمشاركة مناطق القصيم وحائل والجوف والحدود الشمالية.
وتستهدف الهيئة بالحضور في هذه الورش التدريبية عدة جهات وهي: الأمانات والبلديات، الوزارات المعنية، مجالس التنمية السياحية بالمناطق، القطاع الخاص، منظمي الرحلات السياحية، قطاعات وفروع الهيئة، البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية (بارع) ، مركز التراث العمراني، البرنامج الوطني للمعارض و المؤتمرات، المرشدين السياحيين.
وعن المحتوى المقدم في الورش قال النشمي أنه روعي في الإعداد للحقيبة التدريبية لتلك الورش ربط الجانب النظري بالعملي والاسترشاد بنماذج موجودة يقف عليها المشاركون مشيراً إلى أن الجانب النظري تم وضعه في اليوم الأول ويتم فيه التعريف بالمسارات وتاريخها بشكل عام وفوائدها ومستوياتها والبنية الأساسية واحتياجاتها، وأيضاً أشكال المسارات والتعريف بكل مسار سواء الصحراوي أو البحري أو الجبلي، وأنواعه وأهميته وطريقة اختيار نقطة البداية والنهاية للمسار والنقاط الأساسية على المسارات وكيفية اختيار شكل المسار المناسب، وإشراك الثقافات المحلية بأطعمتهم والتجارب الممتعة والمثيرة.
أما الجانب العملي فيتم في اليوم الثاني حيث يشتمل على تمكين المتدرب من خلال الزيارة الميدانية معرفة كيفية عمل المسار والخطوات التحضيرية والتخطيط ووضع النقاط المهمة، بجانب تدريب عملي في منطقة المسار السياحي.
وخصص اليوم الثالث للتطبيق لكل ما تلقاه المشارك حيث يقوم المشارك بتمرين رسم المسار وفق المعرفة التي اكتسبها، مع تقييم المسار المرسوم ومناقشة النتائج، وكذلك التعريف بأسس إدارة واستدامة المسار، وعملية التقييم والمراقبة ونظام التغذية الراجعة، والتثقيف والتوعية والتسويق والترويج.
يشار إلى أن مشروع المسارات السياحية يهدف إلى تأسيس وجهات سياحية على مستوى المملكة مترابطة ومتكاملة، مكتملة الخدمات والمنتجات السياحية، وذلك بالتنسيق مع الشركاء من الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمعات المحلية.
ومن أهم منجزات الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني التي حققتها في هذا المشروع، تطوير البني التحتية من المرافق والخدمات السياحية على امتداد المسارات من خلال استكمال مكونات المسارات الاستراتيجية السياحية من خدمات ومنتجات سياحية باختلاف أنواعها وفئاتها وبيئتها. وأيضاً تسويق وترويج المسارات السياحية الجاهزة، والعمل على التعريف بمواقع الجذب السياحي التراثية والتاريخية ومواقع التنزه والترفيه.
إضافة إلى توعية الشركاء بأهمية المسارات السياحية من خلال التدريب وورش العمل والزيارات الميدانية والرحلات الاستطلاعية للتعرف على أفضل التجارب العالمية في تطوير وتشغيل المسارات السياحية.