بكل صراحة المجتمع الدولي يعاني من ظاهرة خطيرة في حق الإنسانية تهدّد الاستقرار والأمن في دول العالم وهذه الظاهرة هي عمليات المنظمات الإرهابية الدولية.
فنجد اجتماع وزراء الدفاع لدول التحالف المكون من 62 دولة الذي عقد في مدينة بروكسيل بتاريخ 2- 5- 1437هـ الموافق 11-2-2016م - لمكافحة عمليات تنظيم (داعش) الإرهابية في كل من العراق وسوريا ومشاركة المملكة العربية السعودية الفعلية في الاجتماع بوفد برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع يدل على عزم المملكة العربية السعودية على استئصال جذور أعمال العنف والشر الإرهابية الدولية عن طريق التعاون والتحالف العسكري الدولي.
فالمملكة العربية السعودية - دائماً سباقة في دعم السلام العالمي، من خلال خطواتها الإيجابية والصادقة لتقوية التعاون الدولي العسكري لمكافحة الإرهاب وجريمته، التي يقوم بها تنظيم داعش وسعيهم في الارض فسادا الذين قال الله عنهم (وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا) (سورة المائدة) (33).
ومن هنا فإنه لا بد أن يعلم وتدرك جميع الشعوب في العالم من مجتمعات عربية وإسلامية ومعسكرات غربية ومعسكرات شرقية، بأن تنظيم داعش الذين يستخدمون الدين الاسلامي غطاء وستاراً لهم للأفعال الإرهابية التي تقع في العراق وسوريا، وبعض الدول الغربية في المجتمع الدولي عامة، من أجل تشويه الصورة الذهنية عن الاسلام البريء من هذه الافعال (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ (13) - الآية - (سورة البقرة (11-13)، ولا شك فيه نجد اتجاهات تنظيم داعش الإرهابية تخريبا وتدميرا وهدم العلاقات الدولية العربية والإسلامية مع الدول الغربية.
فتاريخ المملكة العربية السعودية المشهود لها بأنها، دولة محبة للسلام وتدعم الأمن والاستقرار بمصداقية واضحة بهدف البناء والتحرك في اتجاه عمليات السلام، هذا هو الدعم الذي له تأثيره الإيجابي والمشهود في النظام العالمي الجديد؛ نتيجة لما تتمتع به المملكة من ثقل سياسي واقتصادي واجتماعي وقدرات عسكرية على مستوى الاقاليم الدولية وما تقدم به من صنع القرار السياسي الايجابي الذي يتعلق بشؤون العلاقات الدولية والتحالفات العسكرية بما يعود بالنفع على المجتمع الدولي واستقراره.
المجتمع الدولي يدرك كل الإدراك بأن المملكة العربية السعودية شعباً وحكومة ضد جميع العمليات الإرهابية الدولية، ومحبة للسلام والاستقرار العالمي من أجل رفاهية الإنسان وسعادته واستقراره من دون تفرقة عنصرية مع الأخذ بالاعتبار احترام التقاليد والأعراف الدولية.
ومن هذا المنطلق نستطيع القول وبكل شفافية، بأن الأمن والاستقرار والإصلاح والتنمية في العالم ومحاربة الإرهاب من جهة تسير في خطين متوازيين فإذا فقدنا الأمن سنفقد الكثير من تطلعاتنا المستقبلية وحقوقنا الإنسانية مما يوقف عجلة الإصلاح والتنمية والتطور على المستويين الإقليمي والدولي.
عندما ننظر إلى نتائج الإرهاب من قتل الأبرياء من الأطفال والنساء وتدمير المنشآت المدنية والعسكرية، والمجمعات التجارية، والسكنية ومقر البعثات الدبلوماسية، والاغتيالات السياسية، والتخريب والتفجير والهجوم على المصالح المحلية والأجنبية.
يجعل من محاربة الإرهاب قضية دولية معروضة منذ فترة طويلة على طاولة النقاش الدولي في هيئة الأمم المتحدة للبحث عن حل يتم الاتفاق عليه من قبل حكومات وشعوب دول العالم التي تعاني من زعزعة الأمن والاستقرار في مجتمعاتهم بسبب عمليات الإرهاب بكافة أشكاله.
إن التعاون الدولي العسكري من خلال التحالفات الدولية المكثف وبمشاركة المملكة بقواتها مع التحالف سوف يخدم الاستقرار الأمني عالميا.
فالتجربة السعودية لمحاربة الإرهاب في هذا المجال فريدة من نوعها خاصة في كيفية التعامل مع الإرهاب وعملياته الإجرامية.
وذلك لما تتمتع به المملكة من القدرات والمهارات الفنية العسكرية والأمنية الحديثة العالية جدا بفضل الله والقيادة الحكيمة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - رعاه الله بدوام الصحة والعافية.
د. فهد بن عبدالرحمن المليكي - المشرف على التعاون الدولي أستاذ الإعلام الدولي بمعهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية - وزارة الخارجية