مقترحٌ جاء في وقته: تحريك الصوت الإعلامي الخارجي للوطن ">
ما أجمل الكلمة حينما يدبِّجها متخصص في مادتها.. وما أحلاها إذا رسمها ناحِتُها ومزاولها قولاً وفعلاً مثل رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الأستاذ خالد بن حمد المالك، فهو من أولئك الأفذاذ الذين يزاولونها عملاً وفعلاً ونشراً وإعلاماً، وهو من قامة الإعلام المخضرمين في وطننا، ليكون ناطقاً في صحيفة «الجزيرة» بأحاديثه ومرافئه الدافئة وأفكاره البنّاءة القيّمة والتوجيهية، في الميدان الوطني الآمن في وطن سلمان وولي العهد وولي ولي العهد (المحمدان).
أكتب هذه الكلمات وقد سعدت بقراءة مقال (غياب الإعلام الخارجي لماذا وإلى متى؟!) الذي سطّره يراع (المالك) في هذه الصحيفة، الذي تم نشره يوم الخميس 4 ربيع الآخر 1437هـ الموافق 14 يناير 2016م العدد رقم 15813، موجهاً إلى وزارة الثقافة والإعلام.
في الحقيقة أن خالد المالك.. حينما يفتح ملف الإعلام الخارجي وتيّاره الراكد.. فهو حريص على وطنه بأن يستمر على ما هو عليه في الحياة الآمنة وفي العيش الكريم الرغد وفي التكاتف، الذي يجعل الكلمة واحدة والأرض واحدة، ويجعل الهدف واحداً، وهو يعرف بأنّ وطنه يتعرض لحملة إعلامية ظالمة من قِبل وسائل إعلام خارجية تحاول النَّيل منه على كافة الأصعدة الدينية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
لقد حدَّد في طرحه ذاك دور وزارة الثقافة والإعلام، ومسؤوليتها، والتزامها.. وأشار إلى أهمية وخطورة هذه المرحلة التي نعيشها، والتي ينبغي فيها: أن نرتفع بعلمنا وتفكيرنا وبعواطفنا إلى الرؤية الحقيقية في مواجهة الحملة تلك وتغيير الصورة، وإبراز وطننا (المملكة العربية السعودية) بصورته الحقيقية ومكانته الكبيرة والرائدة على المستويين العربي والدولي، وإزالة سوء الفهم وشرح الواقع عبر إعلامٍ نزيهٍ ومتطوّر وموضوعي، يوضح بالحجة والمنطق ويُظهر الحقائق، ويواجه الصور المضلِّلة التي يصنعها الأعداء عبر مسارات الإعلام.
على أنه لا يفوتني تأييد التماس (المالك) إلى معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي، بالرفع إلى المقام السامي الكريم بتشكيل هيئة لها جهازها المستقل وبصلاحيات واسعة وإمكانات مالية وبشرية كبيرة، تكون تحت قيادة معاليه كرئيس لمجلس الإدارة لهذه الهيئة، التي رأى فيها الكاتب المالك في تلك المقالة - من شأنها أن تنهي هذا الغياب الطويل في الدفاع إعلامياً عن المملكة -.
القراءة في المستجدات المعاصرة على صعيد العالم الإسلامي، وما يواجهه من تحديات، فإنها تضع عناوين عريضة مؤسفة لأزمات كبيرة أصبحت لا تثير التساؤل بقدر ما تطبع النفوس بالألم والمرارة، لما أصاب الأمة من جراح عميقة وثخينة في أسبابها وتفاعلاتها. والمملكة العربية السعودية وهي جزء من العالم الإسلامي وقلب أمتها، وقد أنعم الله عليها بنعمة الأمن والأمان والاستقرار، وشرَّفها إنساناً ومكاناً في خدمة الإسلام والمسلمين، وتعتز برسالتها ومسؤوليتها الإسلامية العظيمة وانطلاقاً من مكانتها عربياً وإسلامياً وإقليمياً ودولياً، لم تكن يوماً بعيدة عن هموم أمتها، بل هي دائماً قلبها الذي ينبض بالخير من أجلها.. وعقلها الذي يتلمّس السبل ويسلك الدروب التي من شأنها الوصول بالأمة إلى طريق التضامن والترابط.. ولا تدخر جهدها ومكانتها وإمكاناتها للنهوض بها والتفاعل مع كافة قضاياها بالموقف الداعم للحق، وبالمؤازرة والمساندة على كافة المستويات والأصعدة.
ويأتي ذلك المقترح لمواجهة الإعلام الخارجي الذي يقف من ذلك بمواقف سلبية الغرض منها تشويه الصورة الجميلة لوطننا الغالي. وأقول: لا زيادة على ما تفضّل به الأخ الكريم من تفصيل وسبرٍ لأغوار الحالة الإعلامية المحيطة بوطننا، غير القول بأنّ إطلاق وكالة الأنباء السعودية (واس) مؤخراً بثها بست لغات خلال الحفل الذي أقيم مؤخراً في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض، بحضور وزير الثقافة والإعلام رئيس مجلس إدارة هيئة وكالة الأنباء السعودية الدكتور عادل بن زيد الطريفي ـ في نظري ـ يُعد مساراً من مسارات مرحلة التحريك لاسيما أن البث سيكون آخر العام إلى عشر لغات. بالإضافة إلى بروز بعض المبادرات المشجعة من قِبل رواد وسائل التواصل الاجتماعية حول هذا الموضوع، والتي وجدت فيه فرصة صياغة جزء من الرسائل الإعلامية لنقل المواقف الإيجابية والجهود البنّاءة التي يبذلها الوطن وقيادته ـ أعزها الله ـ على المستويين العربي والدولي، إلى جانب سعيه الدائم لرعاية مصالح الأمتين العربية والإسلامية.
إننا بعد قراءة مقالة المالك التي وجهها إلى المجتمع السعودي بشكل عام، وخصَّ وزارة الثقافة والإعلام وكذلك وزارة الخارجية بجانب منها.. لابد أن ندعو إلى الوقوف بكل قوة في وجه تلك الجهات، وبذل كل ما من شأنه إظهار الحقائق المُغيَّبة أمام الملأ ورد كيد الكائدين بنا إلى نحورهم.
من الله تعالى العلي القدير أسأل التوفيق والرشاد والسداد للجميع لما فيه الخير والصلاح وخدمة الوطن والأمة، وأن يديم علينا نعمه الظاهرة والباطنة في ظل قيادتنا الحكيمة.
محمد بن عبدالله آل شملان - مدير العلاقات العامة والإعلام بإدارة التعليم بمحافظة وادي الدواسر