مساعد بن سعيد آل بخات ">
إنَّ إصلاح التعليم مفهوم شائع في الأوساط التربوية والتعليمية, ويشير عادةً إلى عملية التغيير والتطوير في النظام التعليمي بشكلٍ يؤدي به إلى تحسين حاله إلى الأفضل.
والهدف من إصلاح التعليم في أي دولة هو بناء وطن يعتمد على أبنائه وبناته, والتخلص من التبعية لأي دولة أخرى, والقضاء على الجهل, والحد من الفقر.. إلخ.
ولكن..
هل المملكة العربية السعودية بحاجة إلى إصلاح التعليم؟
نعم.
لماذا؟
أولاً: لتعزيز قيمة حب الوطن والانتماء له في نفوس أبنائه وبناته من الطلاب والطالبات.
ثانياً: للحفاظ على أمن الوطن من الفتن والشرور التي تُبث من أعداء الوطن.
ثالثاً: لمواكبة التغيّرات الاجتماعية والثقافية التي تحدث في المجتمع السعودي وخصوصاً في هذا العصر الذي يتسم بسرعة حدوث هذه التغيّرات به.
رابعاً: لتعزيز التغيّرات الاجتماعية والثقافية الإيجابية المرغوب فيها وحث النشء عليها.
خامساً: لنقد التغيّرات الاجتماعية والثقافية السلبية وتحصين النشء منها.
سادساً: لتغيير بعض المفاهيم الخاطئة عند النشء.
سابعاً: لتكوين فكر إنتاجي عند الطلاب والطالبات ينافس الفكر الاستهلاكي السابق عند الآباء والأمهات.
ثامناً: الرغبة في انتهاج طريق الوسطية في الدين بلا إفراط ولا تفريط, وتحبيب الناس بعضهم لبعض, ونبذ الطائفية وتصنيف المذاهب.
لذلك..
هناك مجموعة من المقترحات التي قد تُسهِم في إصلاح التعليم والتي أقدمها لمعالي وزير التعليم د. أحمد العيسى, وهي:
أولاً: إصلاح التعليم لا يكون بتقليد الغرب في كل شيء, ولا بالانغلاق على عادات وتقاليد بالية, وإنما بالبحث عن الكفاءات الوطنية ومنحهم الفرصة لإظهار إبداعاتهم في بناء الوطن.
ثانياً: حُسن انتقاء مديري (تعليم المناطق, والجامعات, والمدارس) بعيداً عن المحسوبية والمجاملات, فالبقاء لا يكون إلاَّ لذوي الكفاءات فقط.
ثالثاً: تخصيص ميزانية لكل منطقة تعليمية مع بداية إعلان الميزانية للدولة, وتُعطى كاملةً لمدير التعليم فيها, لكي يتصرف بها بناءً على الأهداف التي يُراد تحقيقها مستقبلاً, وكذلك الحال بالنسبة للجامعات, مما يساعد على إحياء التنافس الشريف في المناطق التعليمية والجامعات لرفع راية هذا الوطن المُبارك عالياً.
رابعاً: أن تكون إدارة التعليم لا مركزية, فمن أسباب تقدّم بعض الدول في مجال التعليم مثل: (كندا, وسنغافورة) تطبيقهم لنظام إدارة تعليم لا مركزي.
خامساً: التنمية في أي دولة هي عملية مستمرة, وهذا يعني أن يستفيد معالي وزير التعليم د. أحمد العيسى من الأفكار الناجحة التي أُنشئت في عهد الوزراء السابقين ويدعمها.
سادساً: إلغاء معوقات التعليم الثلاثة وهي: (التقويم المستمر في المرحلة الابتدائية, واختبارات قياس في المرحلة الثانوية, والسنة التحضيرية في المرحلة الجامعية).
سابعاً: إضافة بند تقيمي خاص بالطلاب المتفوقين بالمرحلتين المتوسطة والثانوية في درجة الأداء الوظيفي للمعلم, ويكون عليه خمس درجات, بحيث يتم ترشيح الثلاثة الأوائل من كل صف لإعطائهم ورقة التقييم للمعلم, ومن ثَمَّ تُؤخذ المحصلة الناتجة.
ثامناً: إرجاع المشرفين التربويين والمشرفات التربويات إلى مكانهم الحقيقي كمعلمين ومعلمات في المدارس, فهذا الأمر سيحل مشكلة كثرة نصاب الحصص عند المعلمين والمعلمات الآخرين.
تاسعاً: من أصعب الأعمال في المدرسة عمل المرشد الطلابي - إذا كان مخلصاً فيه - لأنه يطَّلِع على أسرار الأُسَر ويدرس الحالات ويعالج المشكلات, إلا أنَّ معظم المعينين في الإرشاد الطلابي غير مؤهلين لذلك, لذا فمن الأولى ألا يُعين بها إلا من لديه تخصص إرشاد طلابي.
عاشراً: أن يتم اختيار قائد المدرسة بأمانة بناءً على امتلاكه مؤهلات تعليمية وإدارية من أجل التطوير وليس سداً للثغرة.
حادي عشر: كما أنَّ على المعلمين والمعلمات واجبات فينبغي أن يكون لديهم حقوق.
ثاني عشر: هدم أي دولة يبدأ من إنقاص قيمة المعلم والمعلمة في المجتمع, لذا يُستحسن الإعلاء من شأن المعلمين والمعلمات من خلال تحسين رواتبهم ومنحهم تأميناً صحياً وبدلاً للسكن.. إلخ.
ثالث عشر: تعيين المعلمين والمعلمات يكون بناءً على امتلاكهم (الرغبة في التدريس والقدرة على التدريس) وليس من أجل رغبتهم في الحصول عن وظيفة فقط.
رابع عشر: تكوين لجنة من (قائد المدرسة ومعلم خبرة ومختص في علم النفس) لدراسة شخصية كل من يتقدَّم لمهنة المعلم قبل تعيينه.
خامس عشر: مساعدة المعلمين المغتربين والمعلمات المغتربات إما بإيجاد نظام التبادل في مكان المهنة مع نهاية كل فصل دراسي, أو بمنحهم بدل اغتراب وظيفي, أو بتخفيض نصابهم من الحصص, أو باحتساب السنة بسنتين كخبرة.. إلخ.
سادس عشر: إلزام المعلمين والمعلمات بالالتحاق ببرامج تدريبية تطويرية بما لا يقل عن برنامج تدريبي واحد في السنة.
سابع عشر: صياغة مناهج دراسية تعتمد على الفهم والتفكير والتأمل أكثر من تركيزها على الحفظ وصبِّ القوالب.
ثامن عشر: الاهتمام بالجانبين العملي والنظري كما في الدول المتقدّمة, وليس بالجانب النظري فقط كما هو مطبق لدينا في معظم المناهج الدراسية.
تاسع عشر: إدراج (مفهوم سوق العمل واحتياجاته) في مواضيع المناهج الدراسية, فهذا من أحد أسباب التغلب على البطالة.
عشرون: تعيين مستشارين قريبين من الميدان التربوي, عايشوا الواقع وليسوا منظّرين, يهتمون بمصلحة الطلاب والطالبات وليس بمصلحة أنفسهم أو من أجل التطبيل لمن هو أعلى منهم.
حاد وعشرون: تطبيق قاعدة ستيفن كوفي في كتابه (العادات السبع للناس الأكثر فعالية) وهي: (ابدأ بالأهم فالمهم), فمثلاً: حل مشكلة المباني المدرسية المستأجرة أهم من تغيير الشعارات والمسميات وما إلى ذلك.
وأخيراً..
(الخطط المدروسة, والتنفيذ الجيد, والتقويم المستمر.. تصنع خليطاً للنجاح لا يقهر).