منصور بن إبراهيم الصانع ">
تعود بداية التعليم رسمياً في السعودية إلى عام 1932م، وكانت قبل ذلك محدودة على ما يسمى (الكتاتيب).
ومع ازدهار الحياة الاجتماعية والاقتصادية أصبحت ثقافة التعليم المدرسي منتشرة عند أغلب المواطنين.
وكان للجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة والميزانيات الضخمة السخية أكبر الأثر على الإقبال على التعليم وتنوع نظم التعليم، فعندنا الآن نظام المقررات والنظام الفصلي.
وازدادت حصة التعليم في الميزانية في عام 2004م ما يقارب 28% وقد بدأ الاهتمام الفعلي في التعليم بعد أن وضع تقرير عالمي أن التعليم بالسعودية يحتل أحد المراكز الأخيرة على مستوى العالم العربي.
ومع أهمية بعض الإنجازات التي حققها التعليم بالسعودية في بداياته إلا أن هناك مجموعة من التحديات المعاصرة والتي منها العولمة وما توفره من فرص، والمنافسة العالمية التي أجبرت الدول على المحافظة على اقتصاديات قوية، والثورة المعرفية التي غيّرت في نوع المهارات المطلوبة في سوق العمل وإدراج اقتصاد المعرفة ضمن الاقتصاديات المتداولة والتي تتطلب رؤية جديدة لما يجب أن يكون عليه النظام التعليمي في المملكة والمدرسة التي يمكن أن تحقق ذلك.
وفي رأيي أن أبرز منطلقات وأسس مسيرة التطوير الحالية:
- اعتبار التعليم ثروة الوطن الأولى والأداة الرئيسية لتطوير جميع مناحي الحياة لدعم اللحاق بالدول المتقدمة والتحول إلى مجتمع معرفي.
- رفع جودة التعليم سيزيد الناتج المحلي بمبالغ كبيرة جداً وتقليل البطالة.
- المعلم هو أساس العملية التعليمية والتربوية فلابد من تخصيص نسبة كبيرة من جهود تطوير التعليم العام للمعلم «إعداده، واختياره، وتدريبه، وتحفيزه، وتقييمه، وزيادة ولائه وانتمائه للمهنة».
- المدرسة المنطلق الأول للتطوير والطالب محور العملية التعليمية؛ لذا لابد من الاهتمام بصحته وسلامة سلوكه وصقل شخصيته وتطوير مهاراته ورعاية إبداعه.
- رفع جودة إعداد المعلم من خلال التنسيق مع الجامعات حول الخطط الدراسية ومعايير قبول الطلبة وتشكيل لجنة دائمة للتنسيق مع وزارة التعليم.
- على الوزارة إتمام المبادرة الكبيرة للتحول الإلكتروني بهدف رفع الكفاءة والفاعلية وتقديم خدمات سهلة ميسرة للمعلمين والمعلمات.
- استثمار مرافق المدارس ذات البُنى الجيدة والمرافق المكتملة وتطويرها لتكون أندية للبنين والبنات يمارس فيها أبناء الحي هواياتهم وأنشطتهم.
- تأسيس مراكز علمية وفق تصاميم عصرية تكون حاضنة للمواهب العلمية والإبداع.
ومع أن التعليم - شهادة لله - وقد كان له بصمات واضحة وإنجازات نفخر بها جميع إلا انها كانت محدودة وفردية مثل حصول بعض الطلاب على مراكز متقدمة في معرض أنتل العربي للعلوم والهندسة.
أنشئت وزارة التعليم «المعارف سابقاً» عام 1373هـ وتعاقب على رئاستها عشرة وزراء.
1- أول وزير لها صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن عبدالعزيز «خادم الحرمين الشريفين».
2- الشيخ عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ.
3- الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ.
4- الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر.
5- الأستاذ الدكتور محمد بن أحمد الرشيد ويعتبر أول وزير للتربية والتعليم بعد تعديل مسماها.
6- الأستاذ الدكتور عبدالله بن صالح العبيد.
7- الأمير فيصل بن عبدالله آل سعود حتى شهر صفر عام 1435هـ.
8- صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل إلى بداية ربيع الثاني عام 1436هـ.
9- الدكتور عزام بن محمد الدخيل.
10- وأخيراً الدكتور أحمد بن محمد العيسى.
ونحن نثق أن من تقلد منصب الوزير يعلم حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه وهو يقود أم الوزارات والتي أثقلت كاهل من حمل أمانتها. وحتى لا يتيه ويتشعب ويغرق في أمورٍ وموضوعات يمكن أن يتكفل بها غيره، ويتفرغ هو لمعرفة موقع التعليم الآن في المملكة وما يطمح إليه هو لتطوير التعليم والمسارات الموثوقة والمجربة عند دول قادت مسيرة التعليم في العالم، مع ما يناسب طبيعة وسلوك وفكر المجتمع، ثم يضع خطته مع من يستنير برأيهم ويثق بإخلاصهم ووعودهم، وعليه أن يقيم التجارب المهمة التي بدأها الذين قبله فإن رأى أنها جيدة أكملها وحاول أن يطورها، وإن رأى أنها فاشلة ولم تحقق أهدافها أوقفها، وعمل بما يحقق الأهداف المنشودة لكسب رضا الله ثم القيادة والمجتمع. وكان الله في عون المخلصين.
المرجع: د. أحمد الرومي وعامر السويداني.
- أحد منسوبي التعليم