صلاح بن سعيد الزهراني ">
هناك حكمة تقول «إذا عُرف السبب بطل العجب، وإذا عرف الداء سهل الدواء»، وداء هذه الأمة هو العدو الذي يحاول تمزيق عرى الوحدة وينشر البغض والتنابذ والكراهية والفرقة، رافعاً لواء العنصرية والمنافسة غير الشريفة لبسط نفوذه وتحقيق أهدافه في السيطرة على مقدرات شعوبنا وأبناء أمتنا العربية التي تواجه في هذه الآونة هجمة شرسة في شكل جماعات تنبثق في الداخل تحظى بتأييد ودعم من الخارج تنقلب على الشرعية بهدف نشر الفوضى ونزع نعمة الأمن والأمان من مجتمعاتنا وهدم كيانات الدول، وإذا كان مصدر هذا الخطر من دول معروفة بأهدافها الاستعمارية فهذا أمر منطقي، ولكننا نأسف أشد الأسف أن يكون هذا الشر مصدره جيران جحدوا حق الجار الذي قال فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلَّم - : «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه». (متفق عليه).
بعد بسط نفوذهم في العراق والشام ونمو شجرة الخبث المسماة حزب الله في لبنان، وفشلهم في بث سمومهم في البحرين وعجزهم عن اختراق المملكة العربية السعودية، زرعوا شجيرة أخرى تسمى أنصار الله في اليمن ولكننا مقتلعوها بحول الله وقدرته، جاء الالتفاف جنوبا للسيطرة على اليمن بكل ما تمثله من مكانة في قلب الأمة العربية ومحاصرة أمتنا، حركوا الأفاعي للانقلاب على الشرعية، وتجاوب معهم بعض المرضى وأصحاب الأهواء لتحقيق مآرب شخصية، إلا أن قيادتنا الحكيمة كانت ترصد حركتهم وقد أعدت العدة لمواجهة كل موقف، صبرت كثيراً حتى بدا الصبر للبعض عجزاً، ولكن سرعان ما كان قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أيَّده الله وحفظه من كل سوء، الذي فاجأهم بعاصفة الحزم لقطع رؤوس الأفاعي وإعادة الشرعية والسلام إلى ربوع اليمن ليعود سعيدا كما كان، وزأر أسد من أسود هذه الأمة وهو صاحب السمو الملكي ولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - مطلقا النفير فاجتمعت قوات التحالف العربي للمشاركة في الدفاع عن الشرعية ووحدة الأرض اليمنية، كل يقوم بالدور الذي خطط له في إطار هذه الحملة، وبعد أن حقق الحزم أهدافه تغيرت وجهته إلى العزم وإغاثة من أضرت الحرب بمقدرات عيشه وتحولت الرياض إلى مركز لإغاثة الشعب اليمني الشقيق، وفي لفتة طيبة من الملك الإِنسان وجه خادم الحرمين الشريفين بمعالجة وضع الوافدين من الإخوة اليمنيين، وكان لذلك أكبر الأثر في نفوسهم، والآن وقد بدت تباشير النصر تلوح في الأفق بعد سيطرة قوات الشرعية والمجاهدين على قرابة 80 في المئة من أرض اليمن مع استمرار الزحف نحو العاصمة صنعاء، قريبا نزف إليكم أنباء سارة بتمام تحرير الأرض اليمنية، ورغم انشغال الدولة بالمجهود الحربي والإغاثي لم تنس دورها في رعاية أبنائها حماة الوطن، وقد وجب علينا كل في موقعة المشاركة بهذه الجهود كل على قدر طاقته ورؤيته.
أخي الجندي أينما كنت، بفضل إخلاصك يتحقق أمن الوطن والمواطن، ونحن جميعا شيباً وشباناً أبناء هذا الوطن الذي نعيش فيه بفضل من الله ثم حسن تصرف قيادتنا الرشيدة، كلنا معكم قلباً وقالباً ولكم منا الدعاء بالنصر والسلامة والتوفيق.