أبها - عبدالله الهاجري:
أميز الإعلاميين وأكثرهم مهنية، هو ذاك القريب من المواطن ناقلاً لصوتهم وهمومهم وآمالهم، ينبش في قضاياهم، ويعالجها مهنياً، ينحاز مع المواطن الحق، في كل قضاياه، هناك زملاء في الإعلام السعودي متميزون وكُثُر، بعضهم يمتاز في الشأن الاقتصادي والآخر في الرياضة، وهناك من أمتاز في الثقافة والبعض تخصص في الفنون، والغالبية في قضايا المواطن، لكن هناك شخص أعتقد أنه تمكن من إجادة طرح كل قضايا السعودي بمختلف شؤونها ومشاربها، أزعم أنه الزميل علي العلياني.
العلياني علي، امتاز في طرح كل القضايا باقتدار وتميز، يذهب لأبعد نقطة ليبحث عن قضيته، تجده - مهنياً على حدود البلاد، وفي وسطها وعلى جهاتها الأربع، لا يمل من تعقب الموضوعات ومتابعتها، حتى أصبح ببرنامجه الحالي «يا هلا» من أهم البرامج ذات الشأن المحلي متابعة ورصد، وأصبح البرنامج ضمن القائمة الرئيسية للمشاهد السعودي، ولكثرة القضايا التي يطرحها، تابع عدد ضيوف كل حلقة، وتابع نوعية القضايا، حتى أصبح البرنامج لغالبية المواطنين كما لو أنه هو الناطق الإعلامي باسمهم .
ليس بغريب على علي العلياني هذا التميز، بل الغريب أن لا يتميز، مذيع يمتلك جميع أدوات النجاح، في مقدمتها بحث قضايا المواطن وطرحها، هو مذيع بمرتبة مواطن، سخر برنامجه لهذا الشأن، مناصر للمواطن، وفوق ذلك، حريص على الوطن ويهتم بعلو شأنه ويفاخر بذلك، ويدخل في جدال وحرب ضد كل من يسيء للسعودية، والشواهد كثيرة.
جمع في برنامجه جميع أنواع فنون التقديم، ويجمع بين المتناقضات، تجده جاداً وساخراً، وفي لحظات يصنع الابتسامة ويضطرنا أحياناً لحبس دموعنا، لا أبالغ في هذا الوصف، فأنا متابع جيد للبرنامج، ألحظه حين يفاخر بوطننا ويجعلنا في قمة سعادتنا، وكيف ينافح عنه بكل وطنية ممن يحاول المساس بهذا الوطن، كون مثلاً مع أحمد العرفج ثنائياً رائعاً، وجعل من لغة التفاهم بينهما حلقة منتظرة كل أسبوع، حيث يخرج العلياني وبالذات مع العرفج بتواضع وحوار شيق.