عبد العزيز بن عبد الرحمن الخريف ">
أبقت لك الذكر الجميل مخلدا
شيم لها بين الأنام مقام!!
كل إنسان في هذا الوجود في غالب أحواله يكون له هدف من الأهداف تطمح نفسه في تحقيقه، ويختلف ميوله باختلاف كل فرد من أفراد مجتمعه، فمن أجمل ذلك الميول: العلمي والأدبي، أو المادي الذي يوظف في أعمال البر والإحسان، بل وبالأعمال الخيرية عامة التي يعود أجرها ونفعها لصاحبها، ولوالديه وأسرته كالاهتمام بكتاب الله الكريم والتشجيع على حفظه في صدور الناشئة لكلا الجنسين لكي يضيئها، فالقرآن العزيز إذا سكن القلوب أنار جوانب النفوس استقامة وبهجة في طاعة الله، والتمسك بهدي سيد المرسلين محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، كذلك تقدير وتكريم المبدعين في شتى الفنون والعلوم النافعة..، حسب تخصص كل إنسان:
فعلم ما استطعت لعل جيلا
سيأتي يحدث العجب العجابا!!
بل وبتكريم كل عضو له بصمات تذكر في مجتمعه أو خارجه..، فالتكريم بصفة عامة ظاهرة جميلة وحميدة، وقد برزت في هذا العصر الميمون، فكل بلد ومدينة حافلة بتعدد احتفالات التكريم والجوائز للناشئة لكل المتميزين من الجنسين، ومن لهم دور بارز من العلماء والأدباء، ورجال الأعمال المخلصين لوطنهم وأبنائه كالشيخ إبراهيم بن عبدالمحسن السلطان الذي وظف شطرا كبيرا من ماله في بناء المساجد، وتشييد وبناء عدد من المباني الخيرية، ومازال يمول جائزته السنية السنوية، في عامها العشرين لمدينة تمير مهوى رأسه، وللبلدان المجاورة بكل سخاء وطيبة نفس، رجاء المثوبة من رب العالمين، والذكر الحسن:
دقات قلب المرء قائلة له
إن الحياة دقائق وثواني
فارفع لنفسك قبل موتك ذكرها
فالذكر للإنسان عمر ثاني!!
وكان يوم السبت الموافق 27-4-1437هـ يوم تكريم المبدعين والمتفوقين من أبناء مدينة تمير ومن طلاب جامعة المجمعة وعدد من أبناء مدراس المحافظة يوم فرح وغبطة لجميعهم، ولسان حالهم يردد قول الشاعر العربي:
فلا هطلت علي ولا بأرضي
سحائب ليس تتنتظم البلاد
وهذا يدل على قوة الترابط والتآلف والإيثار بين أبناء إقليم سدير..، ولم ينس تكريم سبعة عشر طالبا من ذوي الاحتياجات الخاصة، تكريما لهم ضمن زملائهم، وتقوية لمعنوياتهم، فإن ذلك مما يبعث البهجة والسرور في نفوسهم، وبين جوانحهم، ولقد أجاد الشاعر حيث يقول:
وعللوهم بآمال مفرحة
فطالما سرت الآمال محزونا
لولا الأماني فاضت روحهم جزعا
من الهموم وأمسى عيشهم هونا!!
وبعد صلاة الظهر أخذ ضيوف الجائزة وأولياء أمور المكرمين والمكرمات يتوافدون على المركز الثقافي الفخم، رحب القاعات، وصدر صاحبه أرحب الذي شيده الشيخ إبراهيم السلطان في مؤسسته الخيرية يتقدمهم معالي الدكتور ماجد بن عبدالله القصيبي وزير الشؤون الاجتماعية راعي الحفل، وكان في استقبالهم الشيخ الوجيه إبراهيم بن عبدالمحسن السلطان راعي الجائزة هو وأنجاله، والأستاذ سلطان السلطان المشرف العام على الجائزة، ولفيف من الحضور، وقد تبودلت الأحاديث الودية بين الحضور، وعن النهضة والمشروعات المتعددة في تطوير تلك المدينة الوادعة التي حظيت باهتمام الدولة -أعزها الله- كسائر المدن والأرياف، مع مساهمة بعض رجال الأعمال في تشييد الكثير من المساجد، وبناء بعض المراكز الهامة مواكبة للنهضة العامة التي تشهدها المدينة تلذذا وحبا لتظهر مدينتهم بالمظهر الجميل في جميع مرافقها وجوانبها..، وبعد الساعة الثانية ظهرا بعد استكمال حضور الضيوف، أومأ الشيخ إبراهيم السلطان راعي الجائزة إلى الاتجاه صوب المائدة الكبرى لتناول طعام الغداء مهليا ومرحبا كعادته الجميلة:
حبيب الى الزوار غشيان بيته
جميل المحيا شب وهو كريم
وبعد صلاة العصر استهل الحفل بترتيل آيات من الذكر الحكيم رتلها الطالب النجيب عمر بن عبدالعزيز العبدالله، بعد ذلك ألقى د. صالح بن محمد الربيعة مدير التعليم بمحافظة المجمعة كلمة رحب فيها بالحضور، مهنئا للفائزين والفائزات، ومشيرا إلى أن جائزة مؤسسة الشيخ إبراهيم تعد في طليعة جوائز التكريم لشمولها في تكريم الكثير من المتفوقين والمبدعين من الطلاب والطالبات، ومن ذوي الاحتياجات الخاصة، وغيرهم ممن لهم آثار تذكر، ثم جاء دور الشعر حيث شنف أسماع الحضور الشاعر الأستاذ عزام بن عبدالله الخريف بقصيدة رائعة نالت إعجاب الحضور لطول نفسه وجودة معانيها..، ثم ألقى الأستاذ عبيد بن عبدالعزيز الفيصل كلمة أولياء أمور الطلاب المتفوقين، كلمة وافية وضافية، شكر فيها رجل الأعمال الشيخ إبراهيم بن عبدالمحسن السلطان على تبنيه ودعمه المستمر للجائزة لتشجيع تلك البراعم، والأخذ بأيديهم إلى بر الأمان، والتنافس في اقتناص العلوم المفيدة، بعد ذلك كرم شهيد الوطن النقيب رياض بن أحمد الفيصل -رحمه الله- ثم ألقى الشاعر الأديب فهد المفرج قصيدة اتصفت بالجودة ونالت استحسان الحضور..، والحقيقة أن الشيخ إبراهيم يبذل بسخاء على استمرار جائزة مؤسسته الخيرية على مدى عشرين عاما رجاء المثوبة من رب العباد، والذكر الحسن في حياته، وبعد غيابه عن نواظر أحبته -بعد عمر مديد بمشيئة الله- وكأنه قد سمع قول الشاعر الذي يحث الإنسان على الاستفادة من ماله في حياته:
خذ من تراثك ما استطعت فإنما
شركاؤك الأيام والوراث!!
-وقد فعل أبو عبدالله- بعد ذلك نهض راعي الحفل معالي الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي فألقى كلمة وافية شكر فيها راعي الجائزة على دعمه الباذخ في مجال التفوق والإبداع والابتكار، على مدى الأعوام إلى عامنا الحاضر، كما هنأ الحاصلين على التفوق، ثم التقطت الصور التذكارية مع المتميزين..، ولا يسعني في ختام هذه الكلمة إلا أن أكرر شكري وتقديري للأخ الفاضل الشيخ إبراهيم بن عبدالمحسن السلطان الذي اختارني مكرما في حفل جائزته هذا العام المبارك عن حسن ظن منه، وإلا أنا لم أعمل شيئا يوجب ذلك، وقد طوق أعناق الكثير بأفضاله وبتكريمهم -جزاه المولى خير الجزاء، وبارك في عمره وفي ماله- مرددا هذا البيت:
غمرتنا بأياديك التي سلفت
لازلت في نعماء الله مغمورا