الفلاحون ينثرون بذورهم في (الست) بعد توقف لأكثر من شهرين ">
وادي الدواسر - تقرير - قبلان الحزيمي:
استنفر المزارعون والفلاحون بوادي الدواسر، كافة طاقاتهم هذه الأيام بما يعرف عندهم «ببذرة الست»، مستقبلين موسماً زراعياً جديداً بعد توقف شبه كلي في أيام المربعانية والشبط دام حوالي الشهرين بسبب برودة الجو؛ حيث ظهرت هذه الأيام بوادر انتهاء شدة البرد بانتهاء نجم البلدة الذي هو آخر الشبط، وبداية نجم سعد الذابح أول عقارب الشتاء التي ينحسر فيها البرد.
ويبدأ الموسم الجديد بما يعرف عند المزارعين «ببذرة الست» التي هي عبارة عن ست ليال، بدأت هذا العام من يوم الأحد الماضي 28 / 4 ، وتمثل الأيام الثلاثة الأخيرة من الشبط، والأيام الثلاثة الأول من عقارب الشتاء التي يقول عنها الأولون: «إذا دخلت العقارب فالخير قارب»، أي قرب وقت اعتدال الجو، وتسمى العقارب لأن البرد فيها غير مستمر وإنما يأتي فيها موجات قصيرة لاسعة من البرد تدوم يوماً واحداً أو يومين، ثم يعتدل الجو بعدها على التشبيه بلسع العقارب.
وبذرة الست، هي بداية لموسم زراعي يستمر عشرة أشهر يخصص كل وقت منه لنوع واحد أو أكثر من المزروعات، وهي تسبق بوقت قصير بذرة «الجَلْعَة»، وهي بذرة عامة تزرع فيها كل المحاصيل الصيفية من الخضار والبقول والورقيات والأشجار المعمرة، أما بذرة الست فأهم ما يزرع فيها هو الحبحب والشمام والقرعيات والبرسيم وبعض الخضار ومنها الفلفل والباذجان والباميا.
وتقوم فكرة تحديد أيام البذرات على مدار العام على ملاحظتين سجلهما الأولون على مدى قرون مضت، الأولى: هي سلامة النبات في مراحل نموه الأولى من البرد (الصقيع) في مثل «بذرة الست» ومن الشمس (الحمص) في مثل «بذرة مُحْلِف»، ومن الإصابات الحشرية والآفات في المواسم الأخرى، والملاحظة الثانية: هي سلامة الثمرة من الإصابات فيما بعد، ومن المعروف علميا أن بعض الإصابات تحدث في النبات في مراحل نموه الأولى ولكن آثارها تظهر على الثمرة بعد ذلك.