قطاع الطيران السعودي سينمو بمعدل 6 % خلال الـ(5) سنوات المقبلة ">
جدة - عبدالله الزهراني:
دخلت شركة (إيرباص) لصناعة الطائرات في موجة العاصفة التي شهدتها وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي السعودية والعربية أخيراً، حول طائرات بوينج الدريملاينر 787 أو ما تسمى طائرة الأحلام، وأكد مسؤول رفيع المستوى في شركة «إيرباص» لـ«الجزيرة» في تصريح خاص أن طائرة «إيرباص» A380 باتت اليوم هي الخيار الإستراتيجي للخطوط السعودية، مشيراً إلى أن الاستثمار الأمثل هو في الطائرات ذات القدرة الاستيعابية الكبيرة، معتبراً أن ذلك أصبح أمراً ملحاً ومحورياً، نظراً لقدرتها لنقل أكثر من 600 راكب ومساهمتها بفعالية في تلبية هذا الطلب المتزايد على السفر الجوي من وإلى المملكة العربية السعودية.
وقال المهندس علي ملعاط المدير العام لشركة «إيرباص» في المملكة: «صناعة النقل الجوي بالمملكة هي بمنزلة دعامة أساسية لقطاع الطيران الإقليمي، ونحن نتلمس في الرؤية الإستراتيجية لتطوير صناعة النقل الجوي بالمملكة إمكانات كامنة لتعزيز المكانة الجغرافية والقيمة الدينية التي يمثلها موسما الحج والعمرة لتخدم أسواقاً جديدة تتعدى خدمة السوق المحلية والقطاعات العالمية التقليدية». وأوضح المهندس علي ملعاط أن الملاحة الجوية في الشرق الأوسط وخصوصاً في المملكة من المتوقع أن تسجل نمواً خلال السنوات الـ20 المقبلة (2015-2034) بمعدل 6% متفوقة على المعدل العالمي المتوقع أن يكون 4.5%، مشيراً إلى معدلات النمو في المنطقة تتطلب ما يقارب 2500 طائرة ركاب وشحن بقيمة تعادل 590 مليار دولار، كما أن ذلك سيشمل حجم الطلب بما يقارب 1900 طائرة جديدة لتلبية متطلبات النمو، فيما يتم استبدال 570 طائرة متقادمة في الخدمة حالياً، وتابع: «ونتوقع أن يتضاعف عدد طائرات الركاب والشحن مع حلول العام 2034 ثلاث مرات ليرتفع من واقع 1100 طائرة في العام الحالي (2015) إلى ما يقارب 3000 طائرة في العام 2034».
وعن تأثير تراجع أسعار النفط على حجم ومبيعات صناعة الطائرات قال ملعاط: «صحيح أن أسعار النفط المتراجعة تمثل ضغوطاً على الميزانيات الحكومية، مما يؤثر بدوره في دعم الحكومات لشركات الطيران، لكن بإمكان شركات الطيران الحصول على الأموال المطلوبة لزيادة استثماراتها من خلال قنوات التمويل الأخرى مثل البنوك، ومن المنظور الاستثماري فإن الاستثمار في الطائرات يُعدُّ آمناً عند الاضطرابات الاقتصادية، فسواء كانت أسعار النفط في حالة ارتفاع أو انخفاض فإن نمو قطاع الطيران شأن إستراتيجي يصب في صلب توجهات المنطقة نحو بنية اقتصادية بديلة، وهي ذات قدرة على التكيف مع المتغيرات الاقتصادية بشكل مستدام».
واستدرك ملعاط بالقول: «نحن نعمل في قطاع طويل المدى وطائراتنا تستمر في الخدمة لسنوات طويلة والطلبات والتسليمات التي نتعامل معها حالياً هي لسنوات مقبلة، ولكن حقيقة المراقبون ينظرون إلى مسألة أسعار النفط وتأثيرها على قطاع الطيران من منطلقات عدة، البعض قد يرى في ذلك أثراً إيجابياً على خفض الكلفة التشغيلية للناقلات وبالتالي انخفاض في قيمة تذاكر السفر ويقابله ارتفاع في الإقبال على السفر الجوي، والبعض الآخر يرى في ذلك أثراً سلبياً على قدرات الحكومات في المنطقة للاستمرار في وتيرة الإنفاق العام الحالية وما يترتب عن ذلك من تحولات وتأثير في النمو الاقتصادي».
أما بشأن أبرز التحديات التي تواجه الناقل الوطني فقال المهندس ملعاط: «من أبرز التحديات هي مواكبة الطلب المتزايد على الرحلات الداخلية والخارجية خلال موسمي الحج والعمرة، منوهاً في الوقت نفسه ببرنامج التحول 2020 الذي تبنته الخطوط السعودية خياراً إستراتيجياً للتطوير والتحديث الناقل الوطني أخيراً، وقال: «نحن في شركة «إيرباص» الشرق الأوسط نتابع ونواكب التغيرات في مجال النقل الجوي داخل المملكة ونرى في التحولات الرائدة التي يشهدها قطاع الطيران في المملكة جزءاً من رؤية اقتصادية ملحة ستعزز من دور الاقتصاديات والقطاعات الخدمية مثل السفر والسياحة والطيران في الناتج المحلي الإجمالي وإيجاد فرص عمل مجدية ومستدامة للكوادر المحلية».
وتابع: «لمواجهة هذه التحديات فقد لاحظنا قيام الخطوط السعودية بالبدء في تنفيذ خططها الإستراتيجية التي تهدف إلى مضاعفة أعداد الطائرات خلال الأعوام الخمس القادمة، وعن طريق اقتناء طائرات حديثة ذات أحجام متنوعة، كما لاحظنا أيضاً مضاعفة أعداد الرحلات اليومية وزيادة السعة المقعدية بين المدن الداخلية لتلبية الطلب المتزايد بالإضافة إلى استهداف وجهات جديدة دولياً في المرحلة المقبلة».
وسلط مدير عام «إيرباص» في المملكة الضوء على العلاقة التاريخية بين «إيرباص» والمملكة قائلاً: «تربطنا في «إيرباص» مع المملكة العربية السعودية علاقة تمتد لسنوات طويلة، كانت باكورتها تسليم أول طائرة من طراز A300-600 في العام 1984 لمشغلها الأول عالمياً- الخطوط الجوية العربية السعودية، كما أن «إيرباص» هي شريك في تعزيز إمكانات وشبكة النقل الجوي في المملكة العربية من خلال الطائرات من طراز A320 وA330 وقد تكللت هذه الشراكة بقصة نجاح أخرى العام الماضي مع إطلاق أحدث طائراتنا من طراز A330 الإقليمية بالتعاون مع الخطوط السعودية التي ستكون المشغل الأول لهذا الطراز عالمياً»، موضحاً أن عدد طائرات «إيرباص» التجارية المحلقة اليوم في سماء المملكة تبلغ أكثر من 100 طائرة بالإضافة إلى العديد من طائرات الأفراد والشركات الخاصة والمستأجرة، إضافة إلى ما تم الإعلان عنه أخيراً عن توقيع عقد شراء 50 طائرة «إيرباص» إضافية في المستقبل القريب، منها 20 طائرة من طراز A330-300 «الإقليمية» و30 طائرة من طراز A320 الرائدة عالمياً في فئة الطائرات ذات الممر الواحد.وأكد مدير عام «إيرباص» في المملكة أن شركته لا تنظر إلى المملكة بأنها سوقاً لبيع الطائرات فقط، بل تنظر اليها بأنها مستقبل للاستثمار والتطور، وذلك نظراً لما تمتلكه المملكة من بنية اقتصادية كبيرة ومشاريع تطوير متقدمة، كاشفاً بأن «إيرباص» تعمل حالياً لتقديم برامج تطوير مستدامة صممت خصيصاً للسوق السعودية سيتم الإعلان عنها قريباً.